الدوري عقدة الأهلي
قد ينجح الأهلي هذا العام في تحقيق لقب الدوري بعد سنوات حرمان تجاوزت الثلاثين بالنصف تقل أو تنقص.
خلال هذه السنوات لم يكن الفريق ضعيفاً أو هشّاً بل كان قوياً ينافس على البطولات ويحققها لكنه في الدوري يعاني من عقدة نفسية صنعها الأهلاويون بأنفسهم وسعوا لترسيخها بجهل أو بعمد وهي العقدة التي يعاني منها الهلال في الآسيوية وإن كان الهلال بدأ في التخلص منها في آخر نسختين بالوصول للنهائي ونصف النهائي على التوالي وهذا لا يعني أن بقايا هذه العقدة مازالت لم تغادر بعضا من الثقافة الزرقاء فالآسيوية هي بطولة من ضمن البطولات إن تحققت فهذا المبتغى وإن لم تتحقق فالمشوار طويل وبقية البطولات المحلية لا تقل أهمية.
على الأهلاويين أن يدركوا أن الدوري بطولة مثلها مثل غيرها وعليهم أن يتخلصوا أولا من ترسبات العقدة ومن الأسباب التي تؤدي إليها والمتمثلة بالتركيز المبالغ فيه فيدخل اللاعبون تحت ضغط نفسي رهيب يساهم في ضعف مردودهم الفني والبدني والأهم الذهني بضعف التركيز وحين يأتي الإخفاق تأتي ردة الفعل العكسية التي تقضي على الأخضر واليابس.
قبل ثلاث سنوات نافس الفريق على لقب الدوري وكانت المباراة الفاصلة ضد الشباب في جدة والفوز يجلب الحلم فجاءت الضغوطات وقدم الفريق مباراة سلبية ولم تشفع له الأخطاء التحكيمية من إحراز اللقب الذي عاد به أبناء الليث لمعقلهم وكان الفريق قد وصل لنهائي القارة وخسرها لكن هذا الفريق البطل حتى وإن لم يحققوا البطولة داهمته عاصفة غضب اقتلعت كثيرا من عناصر قوته سواء في الجهازين الفني والطبي أو في اللاعبين وجاء (الأربعيني الثائر) ليقضي على ما تبقى في ظل استمرار ثقافة الرأي الواحد مسيطرة على مفاصل القرار في البيت الأهلاوي دون أن يحرك الإعلام الأخضر ما يشبع نهم الجمهور الراقي ويدلهم على طريق الصواب.
هذا العام بات الأهلي قريباً من اللقب فهو حاليا يتصدر الترتيب بفارق نقطة عن الوصيف وبينهما سيكون هناك لقاء في جدة ويسعى الأهلاويون للوصول للمباراة وفارق النقاط في صالحهم وهو أمر قد يتحقق حتى والتصرفات الأهلاوية تدل على العكس فالفريق ضحى بالبطولة الآسيوية وأعطى انطباعاً للاعبين ولغيرهم أننا لا نريد سوى الدوري وفي هذا ممارسة أسلوب الضغط السلبي حتى والفريق يتلقى ثلاث هزائم متتالية وبحكام أجانب وهذه النقطة أيضا مقصودة، فالإدارة الخضراء تسعى لجلب حكام أجانب لباقي مبارياتها حتى مع الفرق غير المنافسة وهذه فيها رسالة غير مباشرة مفادها أننا محاربون ولا نثق بالحكم المحلي ولو وقعت في قلوب اللاعبين فهي كارثة حقيقية قد تخرجهم عن طورهم حينما تشتد الأعصاب في أي لقاء ولو كان الأمر كذلك فلماذا خسر ثلاث مباريات آسيوية؟
الهاء الرابعة
عن ابن عمك لا نشدوك الرجاجيل
إن كان مانت بمادحه لا تسبه
ارفع ولد عمك ورى الجدي وسهيل
حتـى لو إنـك تكرهه ما تحبه