2016-03-28 | 02:32 مقالات

(الموتى لا يسيرون)

مشاركة الخبر      


عندما كادت هيئة المحكمة أن تنطق بحكم الإعدام على قاتل زوجته التي لم يتم العثور على جثتها رغم توافر كل الأدلة التي تدين الزوج وقف محامي الدفاع يتعلق بأي قشة لينقذ موكله ثم قال للقاضي 
"لكي يصدر حكم بإعدام على قاتل لابد من أن يتوافر لهيئة المحكمة يقين لا يقبل الشك بأن المتهم قد قتل الضحية، 
والآن سيدخل من باب المحكمة دليل قوي على براءة موكلي وعلى أن زوجته حية ترزق 
وفتح باب المحكمة، واتجهت أنظار كل من في القاعة إلى الباب، 
وبعد لحظات من الصمت والترقب 
لم يدخل أحد من الباب، 
وهنا قال المحامي: 
الكل كان ينتظر دخول القتيلة، وهذا يؤكد أنه ليس لديكم قناعة مائة في المائة بأن موكلي قتل زوجته،
 وهنا هاجت القاعة إعجاباً بذكاء المحامي.. 
وتداول القضاة الموقف..
 وجاء الحكم المفاجأة.. حكم بالإعدام 
لتوافر يقين لا يقبل الشك بأن الرجل قتل زوجته، 
وبعد الحكم تساءل الناس كيف يصدر مثل هذا الحكم.. 
فرد القاضي ببساطة..
 عندما أوحى المحامي لنا جميعاً بأن الزوجة لم تقتل وما زالت حية.. توجهت أنظارنا جميعاً إلى الباب منتظرين دخولها
 إلا شخص واحد فى القاعة؛ 
إنه الزوج المتهم؛ 
لأنه يعلم جيداً أن زوجته قتلت.. 
وأن الموتى لا يسيرون.
في القصة القصيرة أعلاه فائدة عظيمة لا يدركها إلا كل ذي لب فطن، وهي (أن الموتى لا يسيرون)، علماً بأن هذه الفائدة ليست على الإطلاق، فالموت حالة عامة تطلق على من فارقت روحه الجسد لكنها تشمل أيضاً (مير البلا من ذاق موته ولا مات).
في مجتمعنا لم تُمت عصا العم (معيض) أبناءه ولا أبناء أخيه لكنها أحيت تناقضاً عجيباً، فمن يستنكر حد الإيغال مشهد ضرب معلم لطالب بات يتغنى بضرب معيض لمن أضاع ضربة جزاء في ملعب للمرجلة وليس للمستديرة الصغيرة.
وفي ساحتنا الرياضية يحاول أحمد عيد إقناعنا بأنه قادر على قيادة دفة كرة القدم وأن المجموعة التي معه في اللجان وفي منتخبات الوطن قادرة على الوصول لنهائيات كأس العالم والحصول على كأس الأمم الآسيوية.
وبالنسبة لي لدي استعداد فطري بأن أقتنع بأن الموتى يسيرون مع استحالة أن أقتنع بقدرة عيد ورجال الأعمال الذين يرتدون تارة شعار الوطن، وتارة يهربون عن واجبه على تحقيق آمالنا حتى لو استعانوا بالعم معيض.

الهاء الرابعة

‏أنا غرامي خوة أهل المواجيب
‏واللي يحب الطيب فيه اتهقوى
‏إن صابت الهقوات طيبً على طيب
‏وإن خابت الهقوات حيل الله أقوى