استقيلوا من أجل الوطن
عندما عجز المنتخب الوطني من تجاوز مجموعته في نهائيات كأس آسيا عام ٢٠١١ وبعد الخسارة الثقيلة أمام اليابان استقال الأمير سلطان بن فهد من منصبه كرئيس لاتحاد القدم كأقل فعل ممكن الحدوث تعبيراً عن تحمله كامل المسؤولية؛ فالمنتخب السعودي بطل ثابت ومنافس دائم على الكأس القارية والخروج مبكراً أمر لا يمكن السكوت عنه وعليه والاستقالة إثبات على تقديم المصلحة العامة على المصلحة الشخصية
وعندما أخفق أخضر الوطن من الوصول لكأس العالم ودون حتى الوصول للتصفيات النهائية بعد الرباعية المذلة من أستراليا استقال الأمير نواف بن فيصل من منصبه وتم تكليف أحمد عيد حينها برئاسة الاتحاد ومنذ ذلك الحين وهو يتمسك بزمام أمور كرة القدم السعودية أولاً كمكلف ثم بتمديد التكليف وأخيراً بانتخابات مدروسة من بين خباياها (اعرف من كسبك) حتى وصلت لمرحلة (الإنذار الأخير).
في لعبة الانتخابات ظهرت تكتلات علنية من أندية مؤيدة لعيد وأخرى لابن معمر المنافس الذي حفظ وجه انتخابات الاتحاد وإلا فإن الأمور كانت تسير للتزكية امتداداً للتكليف ثم التمديد.
قبل الفوز المضمون وعدنا رئيس الاتحاد الحالي بأنه سيضع المنتخب السعودي في المرتبة الخمسين عالمياً وركز أيضاً على أنه سيهتم بالفئات السنية لكن وعوده جاءت (وهمية) بعد أن ضمن الكرسي والمناصب القارية التي قاتل عليها رغم أنه سيجبر بقوة النظام على مغادرتها بفعل العمر ولم يترك الفرصة للأسماء الشابة والقيادية لتمثيل الوطن قارياً.
بعد الفوز شاهدنا انخفاضاً حاداً وهبوطاً اضطرارياً للكرة المحلية فوصل التصنيف لما فوق المائة وبتنا نغادر من البطولات مبكراً ومن منتخبات كانت تخرج بهزائم ثقيلة من أمامنا وأصبح وصول الأخضر للنهائيات القارية منجزاً يتبعه خروج مبكر من المجموعة ووفق تخبطات وفوضى إدارية لا تصدر ممن يمتلك الفهم والمعرفة والدراية.
ولو أردنا استعراض بعض الأخطاء وأشكال العبث والفوضى التي قام بها عيد وبقية جوقته لاحتجنا لمجلدات ولا يمكن أن تحصيها زاوية محدودة المفردات ويكفي أن نعلم بأنهم فشلوا في تنظيم البطولات المحلية ونجحوا في إضعاف المنتخبات الوطنية.
حتى ما يفتخرون بأنه من منجزاتهم هم في الأصل ضيوف شرف فالعقد الاستثماري الضخم لرعاية الدوري من أحضره هو رئيس نادٍ سابق والمبلغ الضخم من عقد النقل التلفزيوني عرابه هو الرئيس العام لرعاية الشباب وفيما عجز الاتحاد عن وضع الأبواب الأتوماتيكية وعن طريقة صحيحة للتتويج تفادياً لقضية (الشرخ) الساذجة.
باختصار وبعد الإخفاق الكبير للمنتخب الأولمبي وتبدد حلم الوصول للأولمبياد بات لزاماً على أحمد عيد ومن معه تقديم تضحية للوطن وكرته تتمثل في (استقالتهم) في حال قدموا المصلحة العامة على مصالحهم الشخصية.
الهاء الرابعة
الراي يبغاله رجل والحمل يبغاله جمل
والطيب يبغاله رجالٍ ماتصر فلوسها
والدرب يبغاله خوي لو طال دربك مايمل
واليا حصل شد الحزام الكايدات يدوسها