(إنهم يدمرون فريقهم)
ماذا لو طلبت حكمكم على مدرب قدم للإشراف على فريق منهارٍ من كل النواحي في منتصف موسم وأوضاعه على صفيح ساخن فالإدارة انتقالية واللاعبون محطمون نفسياً وقد نال منهم التشبع والإرهاق ما نال لدرجة أنه خسر من الفريق الهابط.
حضر المدرب وأعاد ترميم المتصدع ونجح في صياغة الفريق من جديد فحقق الانتصارات المتتالية حتى حلّ ثالثاً في الدوري وهو أعلى مركز يمكن تحقيقه آنذاك ثم أوصل فريقه لدور الثمانية في البطولة القارية بعد أن تصدّر مجموعته الحديدية منذ وقت مبكر فخاض اللقاءين الأخيرين كتحصيل حاصل ثم حقق بطولة مستعصية بسيناريو عجيب يدل على قوة ثقة لاعبيه به وبتوجيهاته
في مطلع الموسم الذي يليه كرر منجزه متفوقاً للمرة الثانية على الغريم التقليدي ورافعاً في ظرف شهرين ثاني كأس للمرة الأولى في تاريخه.
بعدها أكمل مسيرته في البطولة القارية وخرج في آخر دقيقة من دور نصف النهائي رغم أنه تعرض فيها تحديداً للعراقيل الكثيرة فتارة لعب دون محاور وأخرى دون مهاجمين وثالثة دون جمهور وفي جل المباريات لم ينعم باكتمال صفوف فريقه لدواع مختلفة.
ثم أكمل مسيرته في الدوري المحلي وخاض ثلاثة عشر لقاء فاز في أحد عشر منها وخسر مباراتين فقط منهياً الدور الأول بمجموع نقاط هي الأكثر في تاريخ الفريق منذ فجر تاريخه بل حظي فريقه بأرقام لا تقل أهمية حيث هو الأكثر سيطرة على كل المباريات ومع كل المنافسين وهو الأكثر تمريراً للكرات والأدق فيها والأقوى هجوماً وثاني الأقوى دفاعاً وهو الأكثر استفادة من جميع اللاعبين بواقع ٢٦ لاعباً شارك معه في عملية تدوير نموذجية لم يتأثر بها الفريق كثيراً بل إنه قضى على علتين تاريخيتين أولاهما القدرة على التعامل مع الفرق الدفاعية من خلال طريقته التي تعتمد على فتح الملعب لأقصى مدى وثانيتهما الاستفادة من الكرات العرضية سواء من هجمات ثابتة أو متحركة حتى أصبح أظهرته الأربعة من أخطر اللاعبين على المنافسين صناعة وتسجيلاً.
ولو أردت الاستزادة من ذكر الإيجابيات لاحتجت لمفردات جديدة وصفحات بيضاء.
من الطبيعي أن تصنف هذا المدرب وفقاً للمعطيات أعلاه بأنه مدرب ناجح بكل المقاييس.
لكن هذا النجاح لم يشاهده كثير من الهلاليين فأصبحوا يبحثون عن أخطاء المدرب ويتصيدونها ويعترضون على منهجيته الفنية (اللعب بثلاثة مدافعين) ثم على وضع الفرج كمحور وهو في الأصل منظم لعب وفي قناعته ببعض اللاعبين على رأسهم (عزوز) رغم أنه ثالث خيار في مركزه بعد العابد والشلهوب ولولا غيابهما لما اعتمد عليه ثم على (ألميدا) مصدر الخطورة الأول بطموحه الكبير ورغبته الجامحة وتحركاته المزعجة ومهاراته العالية ولو كان معها قدرة تهديفية لما حضر لدورينا ولشاهدناه مع أحد الفرق العالمية.
باختصار ما يقوم به بعض الهلاليين هو (تدمير) لفريقهم وضرب في استقراره ونزع للثقة بين لاعبيه ومدربهم ولو استمروا على ما هم عليه سيشاهدون فريقهم ينهار أمام أعينهم.
الهاء الرابعة
لا خابت الهقوه ترى ما بها عيب
قلّطتها واشره على اللي فهقها
النّيه اللي كانت تصيب وتخيب
ضاعت مثل عمياً تغنيّ لـ صقها