(برامج أبو ريالين)
في مثل هذا الوقت من العام الماضي اتصل بي قائمون على برنامج تابع لإحدى القنوات الناقلة لاستضافتي في البرنامج للحديث عن (الطقطقة الصفراء) التي أعقبت خسارة الهلال للقب الآسيوي فطلبت محاور البرنامج وتم إرسال التقرير الرئيس عن الحلقة وكانت صدمتي كبيرة عندما شاهدت تمجيد الأفعال المشينة التي تجاوزت حدود اللباقة والأعراف من نحر لصغار الإبل وتمزيق للنقود ومطاردة للهلاليين في كل مكان واستقبال للفرق المنافسة الخارجية وارتداء لقمصان سيدني وأمور أخرى كثيرة وصفها البرنامج والقائمون عليه بالابتكارات الإبداعية.
أعادوا الاتصال عليّ للتنسيق فقلت لهم البرنامج قائم على تمجيد حركات لا تصدر إلا من (مرضى نفسيين) وبدلاً من الدعاء لهم بالشفاء والبحث عن سبل إيصالهم للمصحات النفسية للعلاج تمجدونهم واعتذرت من الظهور في الحلقة.
هذا كان نموذجاً مبسطاً لردة فعل الإعلام الرياضي خصوصاً المشاهد منه لمن حاول الاستهزاء والانتقاص والاحتفال بخسارة ممثل الكرة السعودية في المحافل الخارجية.
قبل أيام خرج مقطع لمعلم يسلم على اللاعب محمد السهلاوي ويقول له (سلم لي على جحفلي) ومع أنني ضد ما قام به المعلم لأمرين ليس لهما علاقة بالتنافس الرياضي حفظاً لهيبة دار العلم واحتراماً للضيف، إلا أنني لا أعتبر ما قام به فيه مخالفة تستوجب حالة الاحتقان القصوى التي صدّرها لنا الإعلام الأصفر وبرامج (أبو ريالين) من مدّعي المثالية وأصحاب المبادئ المطاطة.
فجحفلي اسم للاعب أصبح ترديده مستفزاً للنصراويين وأتباعهم من المسياريين ويا ليت شعري هل أصبحت قيمنا ومبادئنا حكراً عليهم فما يستفزهم يعتبر محظوراً وما يروق لهم نقره ونعمل به.
وليلة أمس الأول تتكرر حادثة أخرى حينما قام رئيس نادٍ بحركة استفزازية لجماهير الفريق المنافس فيها انتقاص لهم وكأنه يعدهم في كناية عن قلة عددهم ولو صدرت هذه الحركة من رئيس آخر لثارت ثائرة الكرامة حتى تحتقن الساحة من برامج الليل الصفراء وهم الذين دافعوا عنها واعتبروا إدانتها دخولاً في الذمم.
بعد هذه التناقضات هل ما زلتم تثقون بمهنية هؤلاء وضيوفهم؟
الهاء الرابعة
ما تلقى رفيقٍ سالمٍ من غثا التقصير
لا شفت الظنون يدينها طلق قيّدها
خطية رفيقك خلها تعترض وتطير
حمامة حـرم! لا شفتها لا تصيّدهـا