2015-12-15 | 02:45 مقالات

مشكلة دونيس مزمنة

مشاركة الخبر      

ساحتنا الرياضية تؤمن بشعارات رنانة لكنها تتخلّى عنها في أول منعطف للعاطفة أو تسخرها تالياً على حسب ما نشتهي.
ما يعانيه مدرب الهلال دونيس حالياً من بعض الهلاليين جزء من العلة المزمنة التي تعاني منها كرة القدم السعودية فنحن نعرف أن (من أفتى بغير فنّه جاء بالعجائب) ومع ذلك نتحول جميعاً إلى خبراء تدريب حينما يتعلق الأمر بالأمور الفنية التكتيكية ومثلها في بقية المجالات (التحكيم واللوائح) وغيرهما وتجدنا فجأة وقد تحولنا لجهابذة في هذا المجال حتى إن أي مدرب لا يتوافق مع قناعاتنا نجرده من كل شيء فنسبغ عليه الألقاب الإقصائية (مفلس، سباك، ما في رأسه كرة) وغيرها بل والمصيبة أننا قد نطالب بلاعب معيّن أو تشكيلة معيّنة أو طريقة لعب نراها الأفضل وحين ينفذها المدرب ويخسر الفريق ننسى ما طالبنا به ونتحول لجلادين بعد الخسارة مباشرة في أسرع تحوّل في التاريخ.
نحن نطالب بالاستقرار الفني ونجزم بأن أحد أهم أسباب تطوّر كرة القدم يأتي منه ومع ذلك لا نعطي للمدربين القادمين إلينا فرصة الاستمرار لموسم واحد فقط بل يحق لنا الدخول في عالم الأرقام القياسية بطرد المدربين وأحياناً قبل أن يبدؤوا في العمل.
غالبنا لا يملك الأدوات النقدية ولا القدرة على الحكم الدقيق ومع وبعد كل مباراة لفرقنا المحلية نشن هجوماً لاذعاً على المدربين ونلحقهم بالإدارات ونعرج على اللاعبين وبعد أن نفرغ شحنات الغضب نتفرج على أنديتنا وهي تموج في المشاكل ثم تسقط.
تبدأ عملية السقوط بمواصلة التشكيك في قدرات المدرب وتحميله جل أسباب الانكسارات حتى الأخطاء الفردية العناصرية حتى تنعدم الثقة في المدرب بالذات إذا وصلت مرحلة التشكيك إلى تجيير الانتصارات حتى التي تجلب البطولات لعوامل أخرى بالذات قدرات اللاعبين وكأن الفريق الذي خسر لم يكن هو نفس الفريق الذي انتصر.
تنتقل عملية التشكيك حتى تصل لفقدان الثقة عند اللاعبين جراء كثرة ما يصلهم من أمور سلبية عن المدرب وحين لا يثق اللاعبون بقدرات وتوجيهات مدربهم لا ينفذون تعليماته بدقة وهنا يبدأ الخلل الفعلي الذي لابد من علاجه والعلاج المتاح حينها إقالة المدرب.
ختاماً دونيس مدرب ملائم للهلال وناجح بشكل كبير يعتمد على منهجية غاية في الروعة تعتمد على اللاعب الأجهز يطبق النظام بطريقة رائعة وبلغة الأرقام هو الأفضل حالياً والهلال معه يلعب برتم سريع دون عك وهو في المقابل يقع في أخطاء جسيمة ولديه بعض القناعات الخاطئة لكنها لا تصل لمرحلة التشكيك في قدراته التي تمارس معه حالياً.

الهاء الرابعة
‏من صان حق الناس بالغيب صانوه
‏محفوظ لو هو كان غايب مقامه
‏ومن هان خلق الله تعثر وهانوه
‏لو كان شيخًا ومن سلايل زعامه