آه ياجور الحزن
لم تكن ليلة الجمعة المنصرمة ليلة رمادية أو بيضاء عند أبناء الوطن بل سوداء حالكة الظلمة نادرة السواد ففيها نعي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حيث وافيته المنية عند الواحدة صباحا لتعج وسائل التواصل برسائل حب وولاء لم أشهد لها مثيلاً في زمننا الحاضر أو في الماضي القريب وياليت شعري لو أن القضاء أمهله ساعات فقط ليشهد بنفسه حجم الحب الكبير الذي يكنه الوطن بكل من فيه له وما كان هذا ليكون لولا أنه أحبنا فبادلناه المشاعر بمثلها وقلنا الفضل للمتقدم
ياوالدنا لقد عبر الشعب كله كبيره وصغيره عن حبك العظيم كل على حسب طريقته فتلك المرأة العجوز تناست ما بها من ألم الشيخوخة ووجع المرض وظلت نبضات قلبها وأنفاسها متعلقة بحديث حفيدها الذي أراد أن يبلغها بالخبر الفاجعة حتى لا يصدمها وكم كانت حاضرة بكل حواسها وكانت اللقطة الالتقاطة حينما مرر عبارة ( رحمه الله ) حتى ظهرت مصطلحات الحشرجة في حبال صوتية انهكها الزمن والخبر
ياوالدنا لقد سالت مدامع الصغار في كل بيت أحبتك كل زواياه ودعت لك القلوب الراضية بقضاء الله وقدره في ظهر الغيب ولولا تربية الكبار ماظهرت دموع الصغار وهل بعد عيون ودموع البراءة براهين على حرقة أبناء فقدوا أباهم المخلص في رعايتهم وحبهم
ياوالد الرياضين مازالت جوهرتك المشعة تشع في الأرجاء كشاهد عصر على نهضة رياضية سعيت لتقديمها لنا من خلال بنى تحتية سيكون لها عظيم الأثر للتطور فالإحدى عشرة مدينة رياضية التي وضع حجر أساسها في عهدك والأندية المستحدثة السبعة عشر ينتظرون بلهفة الوصول للهدف المنشود
ياوالدنا نحن في نعمة كبيرة فمذ ودعناك والعيون لم تذرف وجعها بعد والأفئدة لم تستوعب هول الصدمة انتقلت السلطة بسلاسة ويسر وسهولة ودون أن يكون لها ضريبة كما يحدث في الأرجاء المتناحرة والمحتقنة سواء كانت في الجوار أو أقاصي أصقاع المعمورة
غاب عنا رجل بحجم الوطن وحضر لنا رجل بحجم الوطن ونحن بين المغادرة والقدوم ندين بالولاء والطاعة وفي أرقابنا بيعة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الأمين الأمير مقرن وولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف
الهاء الرابعة
ضجّ الأسى واحْتارت الأشعارُ
وبكتْ على أقدارنا الأقدارُ
وتَيَتّمَتْ من بعدك الدنيا وهل
فقدتْ كقلبِكَ يا حبيبُ الدَّارُ
مَنْ مثلُ عبدِاللهِ يُنعى في الورى
وتودِّعُ الأشعارُ والأخبارُ
تبكي الأبوُّةُ من فراقِكَ مثلما
تبكي الصغارُ ويسقطُ المُنهارُ