أزمة مدربين
منذ خمس سنوات تقريبا أصبحت فرصة حصول الأندية المحلية على الظفر بمدرب كبير ضئيلة جدا وذلك لثلاثة أسباب جوهرية الأول منها سببه الرئيس ساحتنا الرياضية وعلى رأسها مسؤولي الأندية وحتى المنتخبات وذلك بسبب كثرة إقالات المدربين دون احترام لتاريخهم الكبير ودون أن يعطوا الفرصة الكاملة في تنفيذ برامجهم ومخططاتهم والتي لا يمكن أن تنقص عن موسم كامل يبدأ قبل فترة الإعداد وينتهي مع آخر مباراة حتى أصبحت " ظاهرة " تميزنا بها وهي سلبية فحين الإخفاق حتى ولو بعد شهر أو شهرين يحمل المدربون كامل المسؤولية ويتم الاستغناء عنهم وبالتالي يخرج منها الإداريون واللاعبون فتستمر الإدارات في قراراتها حتى وإن كانت ويستمر اللاعبون في مستوياتهم حتى وإن كانت متدنية ولو كانوا منصفين لكان المدربون فقط هم من يستحق التكريم والمكافآت بعد الإنجازات فمن الطبيعي أن من يتحمل " العقاب " لوحده في حال الفشل أن ينال " الثواب " في حال النجاح ويشارك باقي أهل الساحة في المشاركة في هذه الظاهرة، فالإعلام يمارس مع الجماهير ضغوطات كبرى تجاه المدربين لدرجة أن بعض إدارات الأندية ترضخ لها وتقيل المدربين رغم عدم قناعتها بقرار الإقالة لكنها تشعر بتأثر اللاعبين بالضغوطات وتسرب حالة فقد للثقة بينهم وبين مدربهم مما يجعل الإقالة جبرية وعلى طريقة مكره أخاك لا بطل.
ثاني الأسباب يتمثل في الارتفاع الكبير في أسعار عقود المدربين المميزين بشكل عام ويحتاج النادي المحلي لزيادة ملحوظة ومغرية على القيمة الأساسية المرتفعة أصلا لإغراء المدرب وإخراجه من ناديه الأوروبي ومن الأجواء التي تعوّد عليها وهناك سواء الطبيعية أو الاجتماعية ومما يقف في صف المفاوض المحلي عدم وجود ضرائب حكومية على العقود بمعنى أن مجمل العقد سيكون للمدرب دون استقطاعات وهذا السبب يجعل من إدارات الأندية "محتارة " قبل اتخاذ قرار التعاقد في حال الحصول على مدرب بموافقة مبدئية رغم أن الحصول عسر جدا ومصدر الحيرة يكمن في الخوف من دفع المبالغ الطائلة المختومة بشرط جزائي في بعض الأحيان يكون ضخما خوفا من الإقالة لمعرفة الإدارة بقناعات الساحة وأن الأنصار لن يصبروا على المدرب ولن يعطى الفرصة الكاملة ولو حصل المتوقع فإن البحث عن مدرب جديد بعد بدء المنافسات معاناة جديدة لذا تكثر لدينا قضية المداورة بين المدربين في الدوري ومن النادر أن نشاهد ناديا سعوديا يحضر مدربا جديدا سواء في بدء الموسم أو في نهايته والسبب الثالث في الظروف البيئية والاجتماعية باعتبار أننا مجتمع شرقي محافظ ـ لله الفضل والمنة ـ ووسائل الترفية غير المشروعة شرعا غير متاحة على الأقل مقارنة بدول أخرى.
ولكم أن تتخيلوا أن كل الأندية المحلية تقريبا بدأت في التخلي عن مدربيها حتى التي حققت بطولات في ترسيخ للقاعدة الأولى وعليهم تحمل مسلسل الصيف الطويل في البحث عن مدربين جاهزين للإقالة تحت أي ظرف.
الهاء الرابعة
لا تتبع إبليس شور إبليس مقبرتك
تموت الأنفس قبل تصحى ضمايرها
حاول في دنياك تعمل شيء لآخرتك
ما عقب طول العمار إلا مقابرها