سالم يا سالم

في مطلع الموسم الذي انتهى قبل أيام قليلة كانت الجماهير الهلالية تمني النفس في الثلاثي المميز (نواف العابد وعبدالعزيز الدوسري وسالم الدوسري) خصوصا وأن خيارات المدرب السعودي سامي الجابر الأجنبية كانت في معظمها لتدعيم الصفوف الخلفية ولم يكن سوى (نيفيز) وحيدا في الخطوط الأمامية ويعني هذا بلغة الفعل أن سامي يضع ثقته بهم مع بقية الرفاق ومع ذلك جاء ظهور الثلاثي متبايناً لأسباب متباينة فالعابد الأكثر مهارة وقدرة جسدية ضاع في (سكة التايهين) رغم أن المدرب أشركه كثيرا وصبر عليه كثيرا لكنه يفرط في كل فرصة وإن لم يمن الله عليه ويعيده للجادة وإلا سيجد نفسه في الهوامش ملقى على رصيف الحاجة والعوز.

والآخر (عزوز) كان متخوفا من إجراء العملية الدقيقة وحينما نجحت بفضل الله عاد لكنه عاد متأخرا ويحتاج لكثير من التأهيل وقد ظل متخوفا من الالتحامات والمجهود البدني لكيلا يعود لدوامة المعاناة من الإصابة وهو منضبط، لكنه بحاجة ماسة للإعداد للموسم القادم بشكل مختلف ليحافظ على موهبته وعلى مكانته في الخارطة الأساسية الزرقاء وفي قلوب الزعماء والأخيرة خطيرة جدا فمن يخرج من أفئدتهم من الصعوبة بمكان عودته مرة أخرى والثالث كان (سالم الدوسري) والذي ورغم موهبته الكبيرة الفطرية إلا أنه يشوب مستواه شواغر نتيجة النقص في صقل البداية وكانت مجهوداته تضيع بسببها هباء منثورا لكنه هذا الموسم خصوصا في النصف الثاني منه ظهر كلاعب نموذجي يؤدي أدوارا مزدوجة بشكل متقن فهو يعود للخلف ويساند الدفاع ويتقدم للوسط كصانع ألعاب ماهر ويهاجم بضراوة ويسجل بمهارة وأصبحت تحركاته مدروسة بعناية بعد أن كان معظمها عشوائيا وجهدا مهدرا لا فائدة كبيرة منه، ولكم في مباراتي دور الستة عشر الدليل الناصع على التطور الكبير في مستواه من كل النواحي خصوصا في الناحية البدنية فرغم أنهما في نهاية الموسم إلا أنه ظهر فيهما بشكل قوي مثالي بدنياً أولا وهذا يدل على أنه حافظ على نفسه، ثم في تسخير موهبته للفريق بشكل عام والتقليل من اللعب الفردي، ففي مباراة الذهاب نجح في تسجيل هدف الفوز بمتابعة مميزة وفي لقاء العودة كان هو النجم الأبرز حسب وجهة نظري فقد صال وجال طوال المباراة دون هوادة ونجح في صناعة الهدف الثاني بتمريرة بينية متقنة ثم أكمل نجاحه بالهدف الثالث الجميل فعلا وبات لزاماً عليه إن رغب في الحصول على مكانة عظيمة في تاريخ ناديه والكرة السعودية عموما الاستمرار على نفس العطاء مع تطوير مهاراته في التسديد من بعد وفي الكرات الرأسية.



الهاء الرابعة

تساقطت من عيني رجال ورجال

ياصعب طيحات الرجال المطاليق

احدٍ يوقف لك على كل الاحوال

واحدٍ يخون ولا يحفظ المواثيق