الوطنية عذر معلب
وصل بنا الحال في الساحة الرياضية أن نفصل من الوطنية رداء فضفاضاً نلبسه من نشاء، وننزعه عمّن نشاء، ونستخدمه كذريعة تمرير لأي أمر نريد تمريره دون احترام لقيمتها ومراعاة للفروقات القابعة خلفها وأنها خط أحمر يجب أن نكون حذرين جدا في التعامل معها ولأن استباحتها بهذا الشكل المستهجن قد يقودنا في مرحلة لاحقة لاستباحة أمور أعظم كتدرّح طبيعي لمرحلة التجاوزات التي بدأت بشكل فردي واستمرت بالتوسع التدريجي
بعد موضوع استدعاء المدرب السعودي خالد القروني لقيادة المنتخب الوطني بعد أسبوعين فقط من السماح الشفهي له بالتدريب ثارت ثائرة مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام ما بين مندد ومستنكر خصوصا وأن خطاب الاستدعاء لم يراع القيم الإنسانية المبنية على شيء من التقدير والاحترام واحتوى فيما بين سطوره بتهديد مبطن لا يليق بالمرسل ولا بالمرسل له وحالة الغضب كانت طبيعية جدا نظرا للتناقض الكبير الذي كشفه الخطاب عن "اتحاد عيد "، ففي الوقت الذي كنا نتأمل بالاحترافية في العمل عدنا مجددا لدائرة "الفزعة الشعبية " وبنفوذ حرف " الواو " وهذه النقطة الأهم في هذا المحور فاتحاد كرة القدم ارتكب خطأ جسيماً حين تنازل مؤقتاً عن مدرب المنتخب لفريق محلي علما بأن العكس هو الصحيح فالأندية في خدمة المنتخب وليس المنتخب في خدمة الأندية ثم في طريقة التنازل التي تمت شفهياً وعبر مكالمات هاتفية بنظام " تكفى تكفى لا تخليني " وتجلّت أوضح صور الفوضى في خطاب الاستدعاء حتى بلغت ذروة السنام من رئيس الاتحاد الذي استخدم " تويتر " في إصدار القرارات الفورية قبل الرجوع لمجلس الاتحاد وأخذ مشورتهم سواء في القرار الشفهي الذي كشفه المدرب القروني في لقاء متلفز ثم في القرار "التويتري" والمصيبة الكبيرة حين تم "الإتكاء" على مسند الوطنية وأن الفريق الاتحادي يشارك باسم الكرة السعودية في محفل خارجي وكأن سحبه من تدريب المنتخب لا يتنافى مع الوطنية خصوصا وأن برنامج المنتخب الأولمبي قد شهد تغييرا بعد الانضمام للثمانيني ويبقى السؤال المهم في هذا الصدد والمعني بالفرق الثلاثة الأخرى المشاركة في الاستحقاق الآسيوي وهل مشاركتها الخارجية من باب الوطنية أم لا؟ وهل تأهلها جميعا وهذا ما نتمناه أو بعضها واحتمال مواجهتها لبعض في الأدوار المتقدمة وهنا يأتي السؤال المفصلي هل سيسحب القروني من تدريب الاتحاد حينها لانتفاء مبرر السماح له بالتدريب واعتراضه مع صراع فريقين سعوديين أم أن هذا العذر لم يكن إلا من باب الرداء الفضفاض.
لست ضد تدريب المدرب القدير للفريق السعودي بل مؤيدا له وبقوة لكن أن يتم ذلك وفق شفافية عالية ووضوح كبير فإن كان هناك تعارض بين البرنامجين فعليه أن يفصل ويختار بينهما، وإن لم يكن هناك تعارض فيكون وفق مخاطبات رسمية واضحة المعالم على ألا يمارسوا علينا " الفذلكة " ويمرروا الفوضى بكل تفاصيلها ففي ذلك إساءة لعقولنا.
الهاء الرابعة
للقمة العليا على الدنيا شروط
يلقى بها الفاشل على نفسه حرج
لا كثروا أعدائك فلا ترضى السقوط
اصنع من العدوان للقمة درج