بطولات الأنابيب
ثمّة مشكلة كبيرة تعاني منها سجلات كرة القدم السعودية تختص بحساب عدد البطولات الرسمية التي فاز بها المتنافسون نظرا لعدم توثيق البدايات بشكل رسمي، لتصبح بجهود فردية من بعض المؤرخين الذي تطغى عليه أهواؤه ومصالحه وميوله فيجنح عن الحقيقة بقصد أو بدون قصد. لهذا أصبح الباب مشرعا لكل من تسوّل له نفسه بزيادة عدد بطولاته كما يحب ويشتهي لا كما يقول الواقع وتتحدث الحقائق، وحتى يضفون شيئا من الشرعية أخذوا في وضع البطولات التنشيطية وصدارة المجموعات والمسابقات الحبيّة، ووضعوها في قائمة البطولات الرسمية دون تحديد رسمي لمسمى " بطولة " ودون معرفة الأسس الثابتة التي تحدد من خلالها، والغريب أنهم أصبحوا " يتباهون " بذلك فأصبحت البطولات لديهم " تتكاثر " بسرعة عجيبة وعلى طريقة " الانشطار الثنائي "، ففريق يصرّح رئيسه بعدد بطولاته في ظهور رسمي موثّق ثم فجأة تخرج الإدارة التي تليها وتعلن عن ارتفاع عدد البطولات أربعة أضعاف، مع أن ما تحقق في الفترة التي فصلت بين الإدارتين على أرض الواقع لايتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة، وحين نجح هذا الاستغفال أغرت نتائجه فريقاً آخر فسار بعض محبيه على مختلف أوضاعهم من جماهير وإعلام وبعض المحسوبين إلى تكرار التجربة، وفجأة وبلا مقدمات قفزت البطولات من الرقم تسعة وعشرين إلى سبع وأربعين بطولة رسمية معتمدة وموثقة لايأتيها الباطل من بين يديها ولامن خلفها، والويل والثبور لمن يقول عكس ذلك، وإلا سيصبح حاقدا ناقما على الكيان وأهله وظالما للحقيقة، ولو أن هذا الموضوع ظل مفتوحا على ماهو عليه فربما تكون الهاءات الثلاث غير دقيقة في الأرقام على اعتبار أن عدد البطولات قد تزيد بين الفترة الفاصلة بين كتابتها وبين موعد نشرها فتصبح مثلا " 55 " وللدلالة على " تدليس " أولئك سنعطيكم الدليل الساطع والبرهان الناصع، فلقب الدوري الممتاز عام (1389هـ) ظهر في كشف بطولات نادي النصر الرسمي كما ظهر في كشف بطولات نادي الأهلي الرسمي، ولاتستغربوا بعدها إن ظهر لقب واحد متوزع بين فريقين فقاعدة الكأس والغطاء مع فريق وباقيه مع فريق آخر والخوف لو جاء فريق ثالث ورغب في الاشتراك في الغنائم المجانية. الهاء الرابعة ما قطع سكينهم حبل الوريد ولا بقى من حبهم حتى الرماد الغياب اللي سرقهم من بعيد ما يرجعهم ولو صدري بلاد