2012-01-07 | 18:00 مقالات

مجرد هذيان

مشاركة الخبر      

يقال إن مشتريّاً للشعر أقام أمسية بلهاء وصدح بإحدى القصائد «قلبي تعذب من البيض» نطق «البيض» جمع بيضة، وهي في الأصل «البيض» ومفردها بيضاء كناية عن «النساء» ولا أعلم حين يشاركن في الأولمبياد ستسمر قريحة الشعراء في التغزل بهن أم يتحولن لحديث المجالس الرياضية «والله يا على نورة طقة رأس – شفتوا سرعة الظهير موضي وعرضياتها – سبب الفوز براعة المحور نوال في قطع الكور – خسر الفريق الفلاني لغياب نجمة الفريق مرزوقة بدواعي الحمل والولادة»؛ ومن هذا القبيل القابل للضحك حد البكاء فمؤلم جداً أن ترمى «الطرحة والعباءة» لتستبدل بالملابس الرياضية، ولن أفصلها فربما تكون لجان الانضباط قد سنت قانوناً يعتبر الخوض في ملابس اللاعبات من الخروج عن النص ولا أرغب أن أعاقب باعتبار ما سيكون أو بأثر رجعي، «ربما أكون رجعياً حين أعارض مثل هذه الأشياء» فنحن في زمن انقلاب المفاهيم.
في اللغة حين يصيب الرجل يقال فلان مصيب في توجهه، وحين تصيب المرأة يقال فلانة «مصيبة» في توجهها وحين يحكم الرجل بين المتخاصمين يقال عنه «قاضي» ولو حكمت امرأة بين المتخاصمين لقيل عنها «قاضية» ولأن اللغة أنثى والمفردة أنثى فإن ما قالته في المرأة الرياضية إصابة لكبد الحقيقة وطحالها وحجابها الحاجز وغير الحاجز وباقي أجزائها؛ فالمرأة مصدر الجمال والحنان والرقة والنعومة، إذا تخلت عن ذلك يحدث اختلالاً في البيئة الحياتية الطبيعية فتنقلب عن حقيقتها وتتحول لـ»مسخ مشوّه» لا ينتمي لا للرجال ولا للنساء،
إن أفضل ملعب تمارس فيه المرأة مهاراتها هو مملكتها الصغيرة وأفضل دور تؤدي فيه ببراعة هو دور الأم، فهذا الدور يكفل لصاحبته أن تحت قدميها «الجنة» وليس «جلد منفوخ» تتقاذفه الأرجل وتتقاذفنا معه حتى أصبحنا نحب بعضنا أو نكره بسببه.
وإن «التربية وتنمية العقول والأخلاق» أفضل عمل تمارسه سواء في مقر عملها أو في بيتها «وكفاية تهريج حتى لا تزداد عندي حالة الهذيان، فآتي بما لم يأت به المتقدمون الجدد».

الهاء الرابعة
يا بنت «لا تقلدي» لعابة الكورة
اللي تصوّب هدفها في ملاعبها
من عيّب الناس لازم ينتظر دوره
وعيوبكن يا العذارى من يحسبها؟