وقائع لونها فاقع
الساحة الرياضية «منشطرة» إلى قسمين شطر تحضر فيه المثالية وموازين شبه منطقية وتجاهل لأحداث في تجاهلها فائدة، حيث لا نفع فيها والكثير الكثير من الجوانب الإيجابية، لكن كل هذه المبادئ تختفي لتشكل «الشطر الثاني»، حيث الكذب والتضليل والتدليس وتضخيم الأمور وتحميلها أكثر مما تحتمل والفارق بين الشطرين وجود الهلال وعدم وجوده، فإن كان متضرراً أو غير حاضر جاء الشطر الأول، وإن استفاد أو أخطأ تكون الشطر الآخر
في مباراة الهلال والشعلة خرجت الجماهير عن النص بفضيحة لا تتكرر، ومع ذلك لم يتم تقصي الأسباب والبحث عن علاج لها من قبل الإعلاميين «الصفر» يساندهم كثير من أهل الساحة فحمّلوا الهلال وزر كل شيء، وطالبوا بمعاقبته «جهلاً أو غباءً» بنقل مباراته التالية والتي ستكون أمام الاتحاد -هنا يبرز سؤال بمستوى تفكيرهم: لماذا أغلب حالات الشغب الجماهيري في مباريات الهلال قبل مباريات الاتحاد خصوصاً وأنه استفاد سابقاً من عملية النقل التي ألغيت إلا بعد مراحل عدة؟-.. والآن تناقلت كثير من المواقع الإلكترونية صوراً لأحد المساهمين في الشغب وهو يقف مع الجماهير الاتحادية في انتظار وصول فريقهم في إشارة إلى أنه «مشجع اتحادي»، يدعم هذا التوّجه أن منتديات الجماهير الاتحادية قبل «الكلاسيكو» بفترة طرحت مواضيع لأعضاء يهددون بإثارة شغب في لقاء الشعلة، وهنا تأتي نظرية الانشطار الثنائي للساحة وإليكم الدليل:
المشهد الأول: «موقع إلكتروني ينشر صورة للاعب هلالي مسيئة، حينها تثور ثائرة الساحة جماهيريا وإعلاميا -حين انبرت كل وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة والمسموعة مدينة للاعب ومطالبة بعقابه- لتأتي التفاعلات الرسمية على أعلى الدرجات فتطلب اللاعب وتحقق وتهدد وتتوعد وتصدر البيانات المتلاحقة ثم تقفل القضية، والهلال ولاعبه مدانان شعبياً مع إن الصورة «مفبركة» بالأدلة العلمية.
المشهد الثاني: «مواقع إلكترونية تنشر صورة تشير إلى أن شغب حادثة الشعلة بفعل فاعل ومع ذلك تظل الصور حبيسة المواقع دون أيّ تفاعل لا جماهيري ولا إعلامي ولا رسمي، ففي ثبات صحة الصور تبرئة للهلال، وهذا ما تريده الساحة المشطورة.
هذه الوقائع ذات اللون الفاقع نطرحها أمامكم بكل تجرد، وما عليكم سوى التمييز بين صحتها من عدمه ولكم الخيار في تصنيفها دون أن يكون للآخرين دور في فرض وصايتهم عليكم.
الهاء الرابعة
لا يغرك وإن بدا جسمي سليم
والله إن جسمي سوار المقبرة
والله إنه أحر من دمع اليتيم
دمعة الرجال من فرقا مرة