الإمبراطور نور
ثمة لاعبين مروا بتاريخ نادي الاتحاد سطروا بمداد من ذهب تاريخا حافلا بالإنجاز ومرصعا بالأجحار الكريمة ومغلفا بالمجد ويصنف القائد الاتحادي الحالي محمد نور على أنه أحد هؤلاء إن لم يكن أفضلهم فهو بكل تأكيد يقع ضمن قائمة الخمسة الأوائل وهو لم يصل هذه المكانة إلا بعد جهد جهيد وبعد أن مزج المهارة بالروح القتالية واللياقة العالية والطموح الوثاب لمعالي قمم المنصات وهو يتصف بسمات جميلة فهو خارج الميدان مرح وطيب المعشر وكريم
ومع ذلك يسجل التاريخ نفسه بأن نور أكثر لاعب في تاريخ الكرة استفاد من ناديه حتى فاضت الاستفادة لتتجاوز صلاحياته صلاحيات رؤساء الأندية ومدربيها على الصعيدين الإداري والفني فهو يقتلع إدارات من جذورها ويمسك عليها « العصا « زهوا وفخرا وتسلطا ولا يمسكها من النصف بل من مقبضها ليترك لبقيتها الحرية في تنفيذ الإذعان وتفعيل الرضوخ وهو من يقرر بقاء المدربين من عدمهم فمن يريد فرض رأيه عليه يغادر بعد جولات قليلة وعند « مانويل جوزيه الخبر اليقين « وقوائم الاستشهاد تطول
وهو يمارس سياسة الضرب بيد من حديد مع كل ضيف جديد إداريا أو فنيا بعد مضي فترة بسيطة من قدومه حتى يضمن دخوله لمنطقة السيطرة المطلقة ولكم في هذه الوقائع البرهان الناصع والدليل القاطع فهو خلال السنوات الأربع الأخيرة تقاضى ما يقارب الخمسين مليون ريال بدأت من عقده الضخم الذي يفوق ميزانيات ثلاثة أندية في الممتاز فقد تحصل على خمسة وعشرين مليون ريال « كاش « وسبعة ملايين عبارة عن أرض شاسعة كاملة الخدمات يقال أنها في عروس المصائف هذا عدا التعويضين اللذين تحصل عليهما بعد السيناريو المكرر الذي يقوم به كل موسمين حيث يتذمر بأن نفسيته لا تساعده على العطاء ويتحجج بعرض انتقال إعارة خليجي مرتفع ومغر لتشتعل مدرجات الاتحاد – هي مصدر قوته الأول – وتطالب بإبقاء « الرمز الاتحادي « فترضخ الإدارة لمطالبه بتعويض مالي يقال في المرة الأخيرة أنه عبارة عن « شيك « دوّن فيه الرقم ثلاثة وأمامه ستة أصفار رغم أنه مرتبط بعقد هو الأغلى في تاريخ الكرة السعودية كحصة لاعب – اللهم بارك له في ماله لا حسد -
هذه الهيمنة وهذا النفوذ هو من ساهم في سقوط الاتحاد في كثير من البطولات وإلا فالفريق عناصريا وبدون لاعبين أجانب قادرون على تحقيق البطولات والوصول للمنصات وليس الوقوع في المركز الخامس وربما لو كان هناك منافسون أقوياء آخرون لتجاوزه أيضا وتركوه بين السادس والسابع
الهاء الرابعة
فإن يسألوني كيف أنت فإنني
صبورٌ على ريب الزمان صعيبُ
حريصٌ على أن لا ترى بي كآبة
فيشمت عادٌ أو يساء حبيبُ