ألقاب مسلوبة للبيع
يحكى أن رجلا « درويشا « قدم من قرية نائية عن التطوّر والعمران إلى المدينة العامرة ذات المباني الفاخرة والطرق الشاسعة والأسواق الراقية والمطاعم الفخمة وقصد دائرة حكومية لينهي معاملة خاصة به « لإثبات الشخصية « وقد طلبت منه الجهة الرسمية صورا شخصية فذهب لمحل التصوير وصوّر ثم عاد بالصور إليهم فأخذوا منها ما يلزم للمعاملة واعطوه الباقي فاستغرب وقال لهم لم أعطيتموني الصور ردوا عليه وقالوا لا نحتاجها هي صورك فاحتفظ بها لكنه لم يفعل بمشورتهم فعاد مرة أخرى وطلب من محل التصوير أخذها أو إعادة قيمتها فرفضوا ومكثوا وقتا طويلا يشرحون له لم جاءت الصور أكثر من العدد المطلوب في المعاملة واستمر بين الدائرة والمحل روحة وجيئة لعله يقنع أيا منهما بأخذ الصور وإعادة قيمتها وقبل أن ينقضي نهاره وهو ملتزم بالعودة إلى قريته قبل حلول الظلام تفتق ذهنه عن مشروع استثماري فقد عرض الصور على الرصيف للمارة لعل أحدا يشتريها ولم يكترث لابتسامات المارة ونظراتهم حين يمرون أمامه وهو يصدح بصوته المبحوح «عكوس للبيع»
هنا أتمنى من سعادتكم أنني «أنكت» حتى لا أتعرض لما تعرض له غيري فالقصة الواردة أعلاه لها مغزى ومراد فالشاهد فيها ينطبق على الهلال وسالبي ألقابه مع أن فرقهم المفضلة ترفل بثياب قشيبة من الألقاب بعضها يتجاوز خطوطا حمراء ولم يتحرك أحد لكنه حين وسم بـ»الملكي» نظير شهادات رسمية موثقة كتبها التاريخ حاولوا سلبه إياه ومع ذلك ظلت الأمور تحت دائرة اللعب خارج الإطار الرسمي ولكن أن يحصد بجهد ومال وتعب وعرق وتاريخ ومجد رجاله لقب « الزعيم « وتأتي القناة الرسمية وتلبسه على فريق آخر فهذا أمر لا يمكن السكوت عنه ففي الصمت رضا وفي الرضا تماد خصوصا وأن هناك سيطرة صفراء تفرض نفسها بقوة على القناة حتى وصلت لتجاهل مبارياته ونقل مباريات لفرق أخرى وهو المتصدر وهي القابعة في مراكز الوسط بل وهو يقدم
«أولمبيا» أرقى المستويات وأعلى النتائج وفي ظل أن بقية القنوات الست لا تعرض إلا «برومو» حفظ عن ظهر قلب