«اتزحزح يا ثقيل 1»
نحن وسط لا نتعلّم من الأخطاء، ولا نسعى لتصحيحها ونتشبث بآرائنا دون أن نتزحزح عنها قيد أنملة حتى وإن صدح لنا المنطق بأعلى صوته «اتزحزح يا ثقيل» وليس للأهزوجة، وكذا العنوان علاقة بالزميل العزيز «عيد» حتى وإن كنا مقبلين على «سميّه».
في كل مطلع موسم نبدأ في إطلاق الأحكام على الوافدين الجدد ونصفهم بأحد حكمين «مقالب» ويختص بفئة اللاعبين «ما في روسهم كورة» لفئة المدربين حتى وإن كانت الزمرة الأولى صغاراً في السن وموهوبين ويحملون صفة الدولية في منتخبات عريقة وقدموا من أندية كبيرة وبعد صراع مع أندية أخرى وحتى لو كانت الطائفة الأخرى ذات سجل ناصع وتاريخ متوّج بالذهب والمنافسة عليه.
نحن نريد من اللاعبين الجدد أن «يكسروا الدنيا» بمجرد وصولهم إلينا وأن يختزلوا كل تاريخهم ومهاراتهم في أول ظهور وإن لم يفعل فهو «فاشل مع مرتبة الشرف» متناسين قاعدة مسلمة بأن اللاعب بشر يحتاج لوقت حتى يتأقلم مع الأجواء ويتعوّد على نمط الحياة العامة والرياضية الجديدة وتستكين نفسه هذا في غالب الأحوال ولابدّ من شواذ للقاعدة فلربما يأت لاعب ويتأقلم سريعاً والشاذ لا قياس عليه.
ونريد من فئة المدربين أن يحضروا أفكارهم ومناهجهم التدريبية في علب زجاجية أو معدنية ويثقبون رؤوس اللاعبين ثم يسكبونها بها حتى ولو لم يستخدموا تقنية «المحقان» ولمن لا يعرف المصطلح الأخير عليه بسؤال الخبراء «سائقي سيارات الأجرة في الطرق الطويلة بين الطائف وحفر الباطن» وإن لم يفعل المدرب ذلك ولم يكن يملك عصا سحرية تجعل لاعبيه يستوعبون حتى قبل أن يتعرف على أسمائهم دون مهاراتهم فهو «فاشل وسمسار أيضاً» إن كان أحضر لاعبين يعرفهم قبلاً
بعد ذلك الويل والثبور للإدارات التي أحضرتهم وكل من سعى بذلك وأفنى وقته وجهده وماله في سبيل الظفر بهم ولا نكتفي بهذا القدر بل نواصل الضغط «جماهير وإعلام» على الفئات الثلاث المغلوب على أمرها لتنتهي المسرحية بالإقصاء والإبعاد وتبدأ رحلة جديدة للبحث عن عناصر جديدة في منتصف الموسم وفي ذلك خسارة فادحة على كافة الأصعدة الفنية والمالية وحتى السمعة وتبقى «مغامرة» الإدارة التي «تعاند» وقد وضعت هذه المفردة بدلاً من «تصر» وذلك لأننا نرى إصرارها على بقاء المختارين عناداً نتيجة نقص أموال أو نقص فكر، وهكذا نحن نرى الأمور من زوايانا الضيقة فإما أن تنجح المغامرة فنلتزم الصمت، وكأن شيئاً لم يكن أو تفشل فنعيد أسطوانة «ما قلت لكم».