( إنها دلمون )
ينقسم القراء عادة إلى قسمين في الحكم على المقالات التي يعمد كتابها لتناول قضية شخصية أو حدث خاص فمنهم من يرى أنها شأن داخلي ولا تقدم له شيئا وآخرون يرون أن للكاتب الحق في طرح ما يختلج في صدره ويعتمل في فؤاده فهما من كبار محفزات سيلان المداد على الطرس الأبيض
لذا وجدت لنفسي عذرا وذريعة للحديث عن “ دلمون “ ولمن يريد أن يعرف دلمون فما عليه سوى وضع عبارات المجد والرفعة والعزة والكرم والضيافة وعبق التاريخ وصراع الأجداد من أجل البقاء وقوة التحدي وعنفوان الإرادة والطيبة والتسامح والنخوة ودماثة الأخلاق وحسن الانضباط في محرك البحث العالمي “ قوقل “ وستظهر له الإجابة الفورية التالية
“ عزيزي هل تقصد البحرين ؟ “
يوم الخميس الماضي دخلت مملكة البحرين بعد غياب دام ما يقارب العقد من الزمان وبعد ذكريات رائعة حينها نزلنا ضيوفا عليها ضمن جولة عمل لتغطية أفراحها بعد إعلان المحكمة الدولية انضمام جزيرة “ حوار “ لها إثر صراع مع دولة شقيقة أخرى وفي صباح اليوم التالي من الإعلان كنا نستقل قاربا يجوب عباب البحر متجها نحو الجزيرة برفقة أخي وزميلي منير عوض ممثلين للإعلام السعودي وبمجرد أن وطئت أقدامنا منتجع الجزيرة الفاخر استقبلنا استقبالا غاية في الروعة وأخبرنا من قبل المسئولين أن “ الملك حمد “ قد تكفل بضيافتنا طوال فترة تواجدنا لأننا حضرنا لخدمة البحرين فكان تتبعه للأمور مثيرا ومدهشا، وحري برجل يعلم أدق تفاصيل الضيوف أن يعلم بأدق تفاصيل أهل الدار
يوم الخميس الماضي دهشت من التطوّر الهائل الذي تم في الفترة القصيرة التي فصلت بين آخر زيارتين وحين وصلنا للفندق الفخم الفاخر الذي جهز لنا بعد دعوة رسمية من تلفزيون دولة البحرين وكان في استقبالنا “ عرابه “ الزميل عبد العزيز الأشراف الذي أحرجنا بحسن خلقه وجميل فعله وروعة تعامله
في المساء حضرنا لمقر التلفزيون وفي “ استديو تخيلي “ معد بطريقة تقنية غاية في الإبهار وبرفقة المذيع المتألق فايز السادة واللاعب الدولي السابق عادل المرزوقي وكان الحوار شيقا وممتعا امتد لأكثر من ثلاث ساعات دون أن نشعر بمرور الوقت تناولنا فيه “ الاستفزاز الإيراني “ وقدرتهم العجيبة على إقحام السياسة في الرياضة بطريقة تدل على أن وراء الأكمة ما وراءها
في عصر يوم الجمعة غادرنا الأراضي الشقيقة بعد أن مكثنا يومين في غاية الروعة بجوار
“ سيف البحر “ وأهله الطيبين
الهاء الرابعة
قلب “ ن “ يناجيك باسلوب الهوى ناجه
يشكي لك الحال داخلها وخارجها
وش ينفعك من حنين القلب وخلاجه
وجروح “ ن “ اسبابها أنت ولا تعالجها