(أغمن عليه.. أغمن عليه)
لن تكون الهاءات هزلية ولا ساخرة حين تقتطع مشهدا فكاهيا لزعيم الطرفة في الوطن العربي قديمه وحديثه لتسقطه على العنوان مع أن في الأدب ما يسمى بـ(الساخر) وهو فن لا يجيده إلا ندرة نادرة لعل منهم صديقي اللدود الذي لم يعرف قيمة موهبته حتى الآن ولو تعامل معها بذات الأهمية التي أراها لسقطت أسماء وتغيرت خارطة تصنيف الكتاب العرب في ذاك الفن ومن أراد الاستدلال عليه فليبحث عنه في (الحرف التاسع والعشرون).
يبدو أننا جنحنا قليلا عن المراد ولكن لا تثريب علي فالكل يجنح ولا ضير أن أركب نفس الموجة وأسبح مع التيار فقد مللت السباحة عكس التيار رغم أن السباحة الأخيرة فيها متعتي الأزلية فلا يسبح مع التيار إلا السمك الميت.
نعود للمراد من الهاءات وعنوانها حيث ظهرت في الآونة الأخيرة ظاهرة قديمة حديثة تعنى بسقوط بعض أهل ساحة الرياضة (مغمى عليهم) سواء في المدرجات أو خارجها.
ولأن السقوط خارج المدرجات غير مشاهد فإننا لن نقرب حماه حتى لا نقع في المحظور وبالذات الشرعي منه أما الآخر فليس بذات أهمية قصوى.
ولأن هذه الظاهرة تعنى بحياة الإنسان وهو مؤتمن عليها وعليه تقع مسؤولية المحافظة وصرفها لما أوجدت له فإننا نحذر (الجماهير) من خطورة (التعلق) بكرة القدم حد الغلو فما وجدت هذه الصغيرة قدرا وحجما إلا للتسلية والترويح عن النفس ولا مانع من الإثارة لكن أن تصبح وبرغبة ذاتية عصبا لحياتنا فهذا خطأ جسيم يجب التخلص منه فورا.
وتبدأ عملية الإزالة من الشخص نفسه فهو المعني الأول والأخير بحيث يعيد ترتيب أوراق حياته ووضع الأولويات التي تبدأ بالدين أولا ثم في هرم الاحتياجات الضرورية كالأمن والصحة والمأكل والمشرب ولا يضع
(الجلد المنفوخ) من ضمنها
ثم عليه أن يقوم بالتهيئة النفسية قبل المباريات بحيث يضع في مخيلته أن خسارة فريقه المفضل وبنتيجة كبيرة احتمال قائم وهكذا دواليك وإن جاءت نتائج اللقاءات بغير ما يشتهي وخشي أن تؤثر عليه فليخرج نفسه من الدائرة الضيقة بالانشغال بأمر آخر وخير ما يشتغل به المرء هو ذكر الله (ألا بذكر الله تطمئن القلوب).
الهاء الرابعة
أغبى شعور تحس به وأنت طفشان
لا صرت تشعر بالتعب وأنت فاضي
وأقسى شعور يخالجك وأنت هيمان
لا صرت تشعر بالزعل وأنت راضي .