تعلموا من عبدالغني
الآن فقط اتركوا مشاكله وبطاقاته وخروجه أحيانا عن النص ولا تذهبوا إلى (google) وتبحثوا عنها كما ورد في تقرير مفصل نشرته الرياضية قبل أسبوعين تقريبا.. الآن اذهبوا إلى محرك البحث على الإنترنت وابحثوا عن إنجازاته وستجدون ما يشفي غليلكم لماذا يتوقفون مع حسين عبدالغني عند المشاكل... لماذا يتجاهلون الوجه الآخر... والحقيقة ليس هناك اسم في تاريخ الكرة السعودية طوال تاريخها يشبه حسين عبدالغني.. لعب في كأس العالم (1998) بجانب سامي الجابر وفؤاد أنور ومحمد الدعيع، وأعتقد أنه الوحيد الباقي على أرض الملعب حتى الآن من ذلك الجيل.. كم يبقى حسين في الملعب مجرد رقم هامشي يركض ويؤدي دوراً عادياً فقط ولم يأت للنصر الذي يبدو وأنه سيكون محطته الأخيرة منهكا أو متعباً من عناء السنين بل الذي يراقب أي مباراة طرفها النصر يؤكد ويجزم أن هذا اللاعب في بداية حضوره ومشاركته ونجوميته.
إنه لاعب الروح العالية والحماس والتحدي... لاعب لا يرضى ولا يستسيغ طعم الهزيمة ولا يتعايش مع الخسارة... جاء للنصر وكنا نظن أن اللاعبين الصاعدين المليئين بالنشاط والحيوية سيمثلون بالنسبة له السند والدافع والقوة خاصة وحسين عبدالغني تقدم به العمر في الملاعب وعائد للتو من تجربة أوروبية، ويواجه اعتراضاً كبيرا وأصواتا نصراوية تؤكد أنه لا يخدم فريقهم بشيء لولا العكس هو الصحيح... فجاء عبدالغني للنصر وكان صاحب الجهد الأعلى والأقوى ففي مباراتين من دوري أبطال آسيا لم ينقذ النصراويين سواه وفي كل مباراة يبذل وحده عطاء ثلاثة لاعبين دفعة واحدة.. أقول هذا الكلام وعبدالغني أصيب بالرباط الصليبي مرتين وكاد ينتهي به المشوار مجبراً بالإصابات لكنه دخل تحديا خارج الملعب وكسبه وبالدرجة الكاملة كما هو عاشق للتحدي داخل الملعب...
ورسالتي للنصراويين مختصرة وواضحة وصريحة فإذا أرادوا لفريقهم العودة مجدداً للأمجاد والبطولات والمنصات فليس أمامهم سوى أن يتركوا اللاعبين يتعلمون من عبدالغني معنى التحدي ورفض الهزيمة في كل الظروف.. أما مشاكله ومشاكساته فهي انعكاس لروح عاشقة للفوز والنصر، ولا يمكن أن تكون هذه بالذات هي وحدها التي تضعه بكفة الميزان وتضع عبد الغني بالكفة الأخرى.... عودوا إلى (google) وابحثوا عن أمجاده وروحه وتاريخه وتعلموا كيف يصبح اللاعب محارباً مثل عبدالغني.