الرباعي البرتقالي
لا تبدو الفرق السعودية الأربعة (النصر الهلال الشباب والأهلي) المشاركة في دوري أبطال آسيا (الآسيوية) في عافية جيدة من خلال عطاءاتها الفنية في الجولتين الماضيتين، مما يعني أن الأداء الفني يقع في منطقة باللون البرتقالي هي أقرب للخطر منه إلى تجاوزها لخط الأمان الأخضر وهنا يجوز تسمية الفرق بالرباعي البرتقالي.
فلا مؤشر مبكر قوي ينبئ بتفاؤل مريح يعزز الآمال على قدرة الفرق الأربعة في المضي قدماً نحو بلوغ أي منهم النهائي عن غرب آسيا لمواجهة بطل الشرق الآسيوي ذهابا وإيابا على اللقب القاري.
ولم تمض سوى جولتين من الجولات في دور المجموعات الآسيوية ونزيف النقاط بدأ مبكرا مما ينذر بالخروج من دور المجموعات.. فلا أحد اقترب من العلامة الكاملة ولا أحد قدم فنياً ما يجلب الاطمئنان وخيرهم وهو الأهلي جمع أربع نقاط من تعادل وفوز والهلال بثلاث نقاط من فوز وخسارة والنصر والشباب هما الأسوأ حصادا بنقطتين من تعادلين.
ويجوز القول بناء على معطيات فنية إن العطاءات على أرض الملاعب تؤشر إلى أن الأهلي هو أفضل نسبياً بين الفرق السعودية بتعادل خارج أرضه وفوز على أرضه وتصدره للمجموعة الرابعه بأربع نقاط بفارق نقطتين عن أقرب منافسيه ناساف الأوزبكي.
وأفضلية الأهلي النسبية مقارنة مع الفرق السعودية الأخرى المشاركة في البطولة الآسيوية لا تبلغ حد الاطمئنان على خط سيره والأرجح أنه سيواجه متاعب بدءاً من الجولة الرابعة خارج أرضه في إيران أمام تراكتور في طهران وأوزبكستان أمام ناساف في طشقند.
والهلال ليس على مسافه فنية بعيدة من سوء أداء النصر والشباب وهو الذي وقع في سوء التدبير بايكال مهمة التدريب مبكرا لمدربه اليوناني الجديد الجاهل بكل أمور الكرة الخليجية والآسيوية والثمن كان خسارة من فريق السد القطري كان لليوناني بصمة فيها نتيجة سوء تصرفه في الملعب.
والغريب في الهلال وهو الذي في الغالب ما يحسن الاختيار أن يقع اختياره على مدرب مغمور لا يرجى فائدة فنية من التعاقد معه ولو كانت العين الفنية الخبيرة حاضرة في الفريق الأزرق لبقي مدرب الفريق الأولمبي سيبريا مشرفاً على الفريق الهلالي وهو الذي خطى خطوات محلية وآسيوية جيدة.
واللافت كالعادة أن فريق الشباب يشارك آسيوياً في المواسم الآسيوية الأخيرة ويخرج من أدوارها بهدوء نتيجة بعده عن مركز الاهتمام الجماهيري والإعلامي لتواضع شعبيته وربما مشاركته هذا الموسم وهو أقل فنياً من ذي قبل لن تختلف عن سابقتها.
وإن كان هناك من الفرق السعودية من يقع في دائرة الحيرة والغموض فهو النصر عميد الأندية الآسيوية العالمية وحامل لقب الدوري المحلي ومتصدره فلا شيء أظهره في اللقاءين الماضيين ما يؤشر على أن وجوده في هذه المسابقة كقطب رهان رغم صيته الفني والاسمي الكبيرين.
فالأداء المتواضع للعالمي كان مسلكه الفني وإن استمر على حاله ولم يعد إلى توهجه المعروف فقد يجد نفسه متفرغاً لأداء دوره المحلي، مفوتاً فرصة مواتية في هذا الموسم الآسيوي ليجدد علاقته بالألقاب القارية.
يبقى القول إن الفرصة مواتية لكل الفرق السعودية في الجولات الأربع القادمة لتدارك أوضاعها الفنية بتحسين أدائها الفني بدءاً من الجولة الثالثة يومي 17ـ18 من الشهر الجاري والظهور بمظهر الباحث الذي يتطلع للمنافسة على اللقب القاري وتأمين بطاقات العبور للمحطات التالية.