2009-08-09 | 18:00 مقالات

الإدمان.. المس والسحر

مشاركة الخبر      

في كثير من حالات الإدمان التي أشرفت عليها وتابعتها لاحظت أن غالبية الأسر تقع في حيرة من أمرها منذ أن تكتشف أو تلاحظ التغيرات السلوكية والاجتماعية والنفسية على الابن المدمن فتبدأ حينها التخمينات والتشخيص الاجتهادي حول حالة هذا الابن ولعل أكثر هذه التشخيصات التي غالبا ما يتفق عليها أفراد الأسرة حول حالة ابنهم المدمن بعد ملاحظة تلك السلوكيات والتغيرات في نمط حياته إلى الأسوأ يوما بعد يوم هو أن هذا الابن قد يكون مصابا بالمس أو السحر وهذا التشخيص ونظرا لطبيعة مجتمعنا هو الأقرب لتشخيص الحالة شعبيا وذلك عطفا على سلوكيات هذا المدمن وحيث أن المدمن يلاحظ عن قرب الانتقادات والملاحظات من أفراد الأسرة حول سلوكياته فإنه عادة ما يبحث عن أي عذر مقنع للأسرة محاولا بذلك التعتيم عليهم وإبعادهم عما يمكن أن يوصلهم بأي حال من الأحوال إلى اكتشاف إدمانه ولهذا فإنه يحاول التمثيل عليهم أكثر لإثبات صحة تشخيصهم الخاطىء فيبدأ التمثيل على أساس انه مصاب بالمس أو السحر وهو في الواقع بعيد كل البعد عن ذلك وهو عندما يختار هذا الخيار يعلم تماما أن الأسرة لن تمارس الصمت تجاه سلوكياته الخاطئة وسيأتي يوم ما لعرض حالته على أحد الأطباء المختصين وحينها سيتم اكتشاف أمره وعلمهم بإدمانه ولهذا يختار الخيار الأنسب لسلوكياته والأصعب لاكتشاف حالته الحقيقية فيختار السحر والمس وهو عنهما بعيد في الواقع
ولهذا يجب على الأسرة في تلك الحالات الاستعانه بالمختصين وعرض المشكلة عليهم بآثارها وعلاماتها وسلوكياتها وحينها سيتم اكتشاف حالة ابنهم الإدمانية وتبدأ مرحلة العلاج من الإدمان.