قتل المنافسة جريمة
عندما بدأ الدوري كان الهدف معلناً وهو دوري مختلف وقوي ومتعدد الأقطاب لا تعلم من سيتوج به، وهو السبيل الوحيد لوضع الدوري السعودي في المكان الذي خطط له بين الدوريات المهمة.
آل الشيخ ينجح ويرتقي بمستويات الفرق إلى حد الفوارق الفنية البسيطة ويصل بها إلى الدرجة التي لم تعد هناك مباراة مضمونة نتائجياً داخل الملعب، وهي الخطوة الأهم التي كانت تقف عائقاً أمام الهدف.
إلا أن العوائق أكبر فتبديل لاعب رديء بلاعب جيد يتم في يوم ولكن المنافسة ليست مجرد لاعب، فاتحاد اللعبة بلجانه المسابقات والتحكيم والانضباط لاعبون مؤثرون وهو ما لم يكن في حسبان معادلة التغيير.
يتساءل آل الشيخ مغرداً "لماذا هناك من يحاول قتل المنافسة؟!" وهو سؤال معناه لماذا ندفع إلى الأمام وهناك من يسحبنا تنافسياً إلى الخلف وهو السؤال الذي جوابه يكمن في حصيلة عقود من الزمن وليس يوماً. الدوري قوي كما أراده آل الشيخ ولكنه معطل بتعمد زرع الفوارق بقرارات انتقائية، وألغام تحكيمية، وتأجيلات محبوكة أعادت الهوة التى أذابها الدعم وهو ما سوف ينحر التنافس في وقت أقل من المتوقع. أندية ولجان وجماهير وإعلام هي خلطة كرتنا السرية التي صنعت بريقها لعقود ولو أمعنا النظر لوجدنا أن الأندية وجماهيرها وإعلامها قد بدأت تستسلم للإحباط مبكراً تحت مزاجية قرار الانتماء الفاضح. لست أتكلم بما "يعتقد" أنه رأي بل هي حقيقة وواقع ففوارق الأرقام لو استمرت على ذات النمط "المصنوع" قد تصل بنا إلى جولات تأدية واجب في القمة وانتظار تتجه إلى تنافس شرس للهروب من القاع.
الدوري ليس مشروعاً خاصاً لآل الشيخ حتى نتفرج عليه هل سيتمكن من إنجاحه أم لا؟ بل مشروع اتحاد ولجان وأندية وجماهير وإعلام وعلى كل من يحاول إتلافه أن يحاسب ولو اضطر المسؤول إلى تدخل لا يريده.
قرارات تخدم نادياً أو أندية دون غيرها وتسهيلات تذهب إلى منافسين دون آخرين ومنصات إعلامية محتكرة لتوجيه الرأي وصنع غطاء لعملية اغتيال تنافس، كل هذا مسؤول عن إحباط مشروع وطني كبير لمسؤول.
ما زال في الوقت متسع للتصحيح والإنقاذ بإعادة الأمور إلى نصابها أندية متقاربة المستوى وقرارات لا تفرق بين كبير وصغير وإعلام يراقب ولا ينحاز وحينها فقط سوف يعود سيل التنافس إلى مجراه لآخر جولة
ولمعاليه أقول حافظ على ما أنجزت بمشروع آخر عظيم تشكرك عليه الأجيال، فجواب سؤالك في اتحادات هي صنيعة عقود من التعصب وبحاجة إلى نفض مكاتبها بتسابق وظيفي تحكمه الكفاءة وليس اللون شهادة.