إعلان
تجاري
الإعلانات التجارية عملية ضغط على المستهلك، بحثًا عمّا في جيبه، بعض الشركات التجارية تتجه إلى طرق غريبة، أحيانًا تدرس الحالة النفسية للمستهلك وعلى إثرها تتم صياغة الإعلان.
بعض الإعلانات تحاول أن تخاطب الذين يشعرون بالحاجة إلى تعويض ما في دواخلهم، هؤلاء عادة يتم مخاطبتهم بإعلانات تستخدم بها مفردات مثل النخبة، المتميزون، ذات يوم قرأت إعلانًا يقول: سيارة النخبة، في هذا الإعلان وضع البائع نفسه كمقيم للناس، وكانت سيارته مرتفعة الثمن، هل يعني ذلك أن من لا يستطيع شراءها هو ليس من النخبة؟ ماذا سيكون إذن؟ مَن النخبة؟ يبدو أن البائع يبحث عن نخبته هو، تلك التي تستطيع شراء سيارته مهما كان وصفهم الحقيقي، يبالغ المعلنون في وصف بضاعتهم للدرجة التي يكذبون في وصف المنتج، لا أعلم أن كان عدم تطابق الوصف للمنتج يدخل في حيز الخداع أم لا، هل المبالغة كذب أم لا؟ الإعلانات التجارية للمطاعم مثلاً تتم المبالغة بها بصورة غير طبيعية، مطاعم الوجبات السريعة يصورون وجبات مصنوعة من بلاستيك، حتى يتحكموا بالألوان وبتماسك الوجبة، ثم يعرضونها على أنها طعامهم الذي يقدمونه لزبائنهم، أحد الأجانب أخذ صورة إعلان لمطعم وجبات سريعة وطلب الوجبة الموجودة في الصورة، عندما أحضرت له الوجبة كانت مختلفة، طالبهم بما هو في الصورة فعجزوا عن تنفيذ طلبه، رغم محاولاتهم المتكررة لتقديم ما يشبه وجباتهم في إعلانهم المصور، فعل ذلك حتى يبين لنا مدى عدم صدق الإعلانات التجارية وعدم واقعيتها، لو لاحظتم أن جميع النساء في الإعلانات هن جميلات، المعلن هنا يحاول أن يجذب الرجل لجمال المرأة حتى يمرر منتجه بسهولة، حتى أن أكثر قبولا، حتى الشباب في الإعلانات عادة هم من أصحاب الوسامة، الإعلانات صناعة، لكن عدم الصدق بها هو عملية كذب، لكنها مشرعة لأنها تبث على وسائل إعلانية معروفة، ولأن المستهلك اعتاد عليها، في إعلان قديم لشوكولاتة، يظهر الشاب وهو يأكل قطعة الشوكولاتة مغمضًا عينيه من روعة المذاق، هل فعل أحدكم ذلك يوميًّا وهو يأكل قطعة شوكولاتة؟ في أحد طلب مني أحد المختصين بصناعة الإعلان كتابة نص إعلاني لمنتج ما، كتبته، شعرت بأنني كنت أصنع كذبًا، أمارس اللعب بالكلمات، لم أكرر تلك التجربة، والحمد لله أن الرجل المختص الذي طلب مني كتابة الإعلان لم يدفع لي ثمن الكتابة إلى غاية يومنا هذا.