2018-12-31 | 21:28 مقالات

نعم خيرٌ من لا

مشاركة الخبر      

ـ عندما تنصح أحدهم بألا يُضيع وقته في قراءة هذا الكتاب، أو مشاهدة تلك اللوحة، أو متابعة ذلك العمل الفنّي؛ لأن هذا الكتاب وتلك اللوحة وذلك العمل، لا يحققون متعة ولا فائدة، فإنك قد تكون محقًّا، بعض الشيء أو كلّه، وقد يكون هدفك نبيلًا، ورغبتك صادقة الكرم بمساعدة من تتحدث له، ولكن..!.
ـ بناء على كل الاعتبارات السابقة، وعلى افتراض كل الصدق والمحبة والنجابة في الرأي، فإنك ما قلت قولك، إلا بناءً على موازنة سابقة، وعلى قياس أيًّا كان نوعه وتسميته: خبرةً، ذوقًا، تفضيلًا، أو حتى عقيدة!. حسنًا!..
ـ أنت، إذن، تمتلك قولًا آخر، ورأيًا أكثر منفعةً وإمتاعًا. إنك، إذن، قادر على الإشارة إلى كتاب تراه جيدًا وممتعًا ومفيدًا، قادر على التوجيه إلى لوحة فنيّة أشد إدهاشًا وأعمق تأثيرًا، قادر على التنبيه إلى عمل فني أو أدبي أجمل وأكثر كمالًا، فلماذا اخترت "لا" ولم تختر "نعم"؟!.
ـ حدِّث الناس عمّا تُحب، عن الكتب والروايات والأفلام ولوحات الرسم والمسرحيات والمدن والناس الذين عرفتَ وأحببتَ، وأظهر لهم كيف ولماذا أحببتَ، ومن أي زاويةٍ نظرت إلى الموضوع فتكشفت لك عجائب جماله ومُشوِّقاته، وبذلك يكون حديثك أرحب وأطيب، وبذلك تختصر عليهم المسافات والوقت، وبذلك تُكرم نفسك وتُكرمهم، وبذلك تردُّ الفضل، أو شيئًا منه، للكتاب والقصيدة واللوحة والأغنية وخشبة المسرح والقلوب والدروب، وكل من وما مررتَ به وأسعدك!.
ـ على الأقل، افعل ذلك قدر الإمكان، افعله متى كان المجال متسعًا. وحين يسألك أحد عن كتاب بعينه، أو عمل بعينه، فلا بأس أن تقول رأيك فيه!.
ـ حدّثني عمّا تكره، عمّا لا تُحب، يومًا كاملًا، أيامًا متواصلات، ولن أعرفك!. حدّثني عمّا تُحب دقائق معدودات، وسأعرفك!.