فواز
عيون الكفيف
الزميل الإعلامي في صحيفة عكاظ متعب العواد غرد في حسابه بتويتر:
“نعرف معنى أن يكون الطفل عبقريًّا، ونعرف طفلاً متفوقًا، ونعرف معنى طفل مبدع.
لكن هل نعرف معنى أن يكون الطفل #إنسانًا؟
هنا الطفل فواز الشمري الطالب في ابتدائية نقبين #حائل يحمل زميله الكفيف على ظهره لكي يشاركه اللعب بعدما وثق فيديو إنسانية فواز حاملاً صديقه الكفيف في مشهد يدعو للفخر”.
هذه التغريدة احتضنت مقطع فيديو يجسد موقفًا إنسانيًّا عظيمًا من طالب تجاه زميله، دون أدنى شك أن الطالب فواز الشمري يشكر على موقفه الإنساني العظيم، والشيء الجميل أن يكون هذا العطاء من طفل في المرحلة الابتدائية، تسكن داخله قيم سامية تنبض بالعلاقات البشرية المترابطة بالحب.
الشيء المبهر في الرياضة أنها تفتح أحضانها للجميع وتمنح كثيرًا من الآثار الإيجابية على ممارسيها في جوانب عادية.
تلعب الأنشطة الرياضية دورًا مهمًّا في بناء شخصية ذوي الاحتياجات الخاصة في جوانب مختلفة صحياً، اجتماعياً، بدنياً، ونفسياً.
ممارسة ذوي الاحتياجات الخاصة الرياضة تعزز قوتهم الجسدية من خلال بناء العضلات وارتفاع معدل اللياقة البدنية، مع ضرورة تصميم أنشطة رياضية تتلاءم مع قدراتهم ووضعهم الصحي حتى لا تحدث آثار سلبية.
من الناحية النفسية تساهم الرياضة في تعزير ثقة ذوي الاحتياجات الخاصة بأنفسهم وانخراطهم في المجتمع المحيط بهم، بإبراز قدراتهم على التعايش مع الآخرين بكل ثقة من دون أي حواجز تعوق عملية الدمج.
من الناحية الاجتماعية تزرع الرياضة في جسد ذوي الاحتياجات الخاصة الانتماء للمحيط الذي يعيشون فيه، من خلال نمو أواصر المحبة عبر الإحساس بقيمة العمل بروح الفريق الواحد.
لا يبقى إلا أن أقول:
مشهد الطالب فواز الشمري وهو يحمل زميله الكفيف على ظهره بالمشاركة في حصة التربية البدنية، يجعل كثيرًا من الأسئلة تقفز إلى مخيلتنا بشأن جاهزية المدارس فيما يتعلق بعملية دمج طلاب ذوي الاحتياجات الخاصة مع زملائهم الطلاب العاديين، خاصة فيما يتعلق بالأنشطة اللامنهجية.
لن يجد كل طالب كفيف زميلاً له مثل فواز الشمري يحمله على ظهره، لا يمكن أن نلبي حقوق الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة بمجهودات فردية من زملائهم، يفترض أن تكون سياسة كل مدرسة توفير الإمكانيات البشرية والمادية التي تساهم في ضمان مشاركة طلاب ذوي الاحتياجات الخاصة بالأنشطة المدرسية بصورة لا تختلف عن زملائهم ممن لا يعانون من أي إعاقة جسدية.