2019-03-24 | 01:46 حوارات

مساعد مدرب المنتخب السعودي الشاب يكشف الأسرار قبل المونديال
المالكي: أمامنا مأزقان

حوار: مازن العسرج
مشاركة الخبر      

عُرف في كرة القدم أن خلف كل مدرب ناجح في مهمته التدريبية، مساعد يعد دائما ذراعه اليمنى في وضع الخطط التدريبية، أو تقديم الاستشارات الفنية التي
تسهم دائما في تحقيق نتائج مباريات حاسمة.
وقد لا يعرف كثيرون أبرز المساعدين في الدوريات الكبرى، لكن من يغوص في تفاصيل كرة القدم وأهم أحداثها يعرف دافيد بيتوني مساعد الفرنسي زين الدين زيدان مدرب ريال مدريد، ويعرف أيضاً الإسباني ميكيل أرتيتا مساعد بيب جوارديولا مدرب مانشستر سيتي، كما يدرك الدور الكبير الذي يبذله بيب ليندرز المدرب المساعد ليورجن كلوب المدير الفني لفريق ليفربول الإنجليزي.
وعلى المستوى المحلي كان السعودي أحمد المالكي أحد المساهمين ضمن الجهاز الفني في تحقيق المنتخب السعودي للشباب إنجازات مميزة خلال الفترة الماضية، كان من أهمها تحقيق الأخضر الشاب لقب كأس آسيا بعد غياب المنتخبات السعودية عن الألقاب القارية منذ أكثر من 20 عاماً، وهو الأمر الذي قاد الأخضر إلى الوصول إلى مونديال العالم المقبل في بولندا.
المالكي تحدث لـ”الرياضية” قبل المونديال العالمي عن أهم التفاصيل وأبرز المحطات التدريبية في مسيرته وكشف أهم الأسرار.
01
في البداية حدثني عن أحمد المالكي ومسيرته التدريبية قبل الوصول للأخضر؟
بدأت مسيرتي عبر نادي الثقبة في الفئات السنية موسم 2012، ثم انتقلت للعمل في نادي القادسية عام 2013 مساعد مدرب للناشئين في الممتاز، ثم لدرجة الشباب مساعد مدرب، قبل أن أتحول مدرباً لشباب القادسيةوبقيت فيه حتى عام 2016ـ2017، ومنها وصلت إلى المنتخب السعودي لدرجة الشباب وبفضل الله ساهمنا في تحقيق كأس الخليج، ثم توالت بعد ذلك البطولات ولله الحمد.
02
ما سر الانسجام مع خالد العطوي مدرب المنتخب السعودي للشباب الذي ساهم في تحقيق كأس الخليج ثم كأس آسيا والوصول لبطولة العالم؟
من المهم جداً فنياّ أن يتفق المدرب ومساعده على الأسلوب نفسه والفلسفة ذاتها كي يتم التوافق، ومن الصعب للمدرب أن يختار مساعداً يختلف عنه في الفلسفة التي يتبعها، ولأننا توافقنا في ذلك، حضر هذا الانسجام والتوافق.
03
ماذا يمثل لكم حصولكم على كأس آسيا خاصة أن الكرة السعودية غابت عن الألقاب القارية في كافة الدرجات منذ عام 1996م؟
قبل أن يكون إنجازاً شخصياً هو إنجاز للوطن، وهذا ما جعلنا نشعر بالفخر وجعل الفرحة مضاعفة. وللأمانة كثير من المدربين السعوديين مميزون وينتظرون الفرصة مثلنا لإثبات قدراتهم، ولا ننسى الإعلاميين، فقد كانت وقفتهم معنا كبيرة وداعمة لنا، إضافة إلى المسؤولين وعلى رأسهم الأمير محمد بن سلمان ولي العهد واستقباله لنا وتحفيزنا لتحقيق نجاحات مقبلة.
04
اليوم بعد تحقيق كأس آسيا أصبح الحمل كبيراً عليكم.. فماذا ستقدمون في كأس العالم وهل ستتجاوزون ما حققه الثنائي خالد القروني وسعد الشهري؟
المرحلة التي وصل إليها خالد القروني وسعد الشهري المدربان القديران بوصولهما لدور الـ16 هي محفزة لنا، وكلنا أمل في أن نظهر بصورة مميزة عن الكرة السعودية ونصل لمرحلة أبعد، وما قدماه هو وقود لنا، ويحفزنا في أن تكون مشاركتنا أفضل مشاركة للمنتخب السعودي.
05
كيف رأيت نتائج القرعة التي وضعتكم مع منتخبات فرنسا ومالي وبنما؟
نحن نعرف من الأساس أن كل من يصل لكأس العالم هو منتخب قوي، نعرف أن فرنسا منتخب قوي ومتمرس ومميز، وله فلسفته الخاصة واهتمامه بالفئات السنية حتى المنتخب الأول، كذلك يعدّ منتخب مالي أحد المنتخبات القوية والمرشحة، التي وصلت لمراحل متقدمة في كأس العالم للناشئين، أما منتخب بنما فهو متطور. ليس لدينا مشكلة فنية نواجهها مع المنتخبات، لدينا ثقة كبيرة في الله عز وجل، ثم في أنفسنا ولاعبينا لتحقيق مباريات مميزة.
06
أين تكمن صعوبة البطولة؟
الصعوبة تأتي في أمرين، الأول أثناء البطولة، وتحديداً في المباراة الافتتاحية التي بإذن الله ستكون بداية انطلاقتنا، نعرف أن الجدول وضعنا أمام أقوى منتخبين في المجموعة وهو أمر صعب، لكن ذلك ليس مستحيلاً، وسنظهر بصورة مرضية بإذن الله. أما الأمر الثاني فهو فيما قبل البطولة، في مسألة تجهيز اللاعبين بشكل مثالي للبطولة.
07
قبل نهائيات آسيا كان هناك اتفاق بين أفراد البعثة من جهاز فني وإداريين ولاعبين أن الهدف تحقيق اللقب.. اليوم ما الهدف الرئيس في البطولة؟
الهدف الرئيس هو تحقيق أفضل مشاركة مميزة، وأن نتجاوز الدور الذي وصل له المنتخب في المشاركات السابقة، وهو دور الـ16، ولا أتحدث هنا عن الوصول لدور الثمانية حتى أحجّم هدفنا ونقلل من طموحنا، بل هدفنا هو الوصول إلى أبعد مرحلة يمكن الوصول إليها.
08
في كثير من دول العالم وفي كل ناد يكون لمساعد المدرب دور مهم وهناك من يراه أنه العامل الرئيس في نجاح أي مدرب.. حدثني عن الدور الذي تؤديه؟
اليوم هناك أهمية كبيرة لدور المساعد مع كل مدرب، وتُسند إليه أدوار متعددة وهو سند للمدرب والجهاز الفني، صحيح أنه يتعرض لضغوط أقل من المدرب، لكن دور المساعد كبير. وبالمناسبة خالد العطوي من المدربين الذين لا يحجّمون دور المساعد، بل يعطيني الصلاحيات في إبداء وجهة نظري، وأحظى بمساحتي الكاملة في التدريبات والمباريات، ويجب على كل مساعد أن يستغل هذه المساحة وبدرجة لا تتجاوز دور المدرب الرئيس وبدرجة لا تضر الفريق.
09
على المستوى الشخصي.. ما أهدافك المستقبلية؟ وهل لديك رغبة الاستمرار مع المنتخب أو تخطط للاتجاه للتدريب بشكل مستقل؟
مؤكد أنه ليس طموحي أن أستمر مساعداً، ولدي الرغبة في العمل مدرباً، لكن حالياً أنا مستعد للاستمرار مع خالد العطوي، لما أجد معه من مساحة كافية للعمل. والطموح الذي أريده سيأتي في يوم من الأيام، سأكون مدرباً، لكن حالياً أنا سعيد بالعمل الذي أخوضه.
10
كيف ترى المساحة التي يحصل عليها المدربون السعوديون.. وماذا ينقصهم؟
المدرب المميز لا ينقصه أي شيء. هناك شيء مهم يجب أن نعرفه، أن التدريب مهنة مثل أي مهنة أخرى، ويجب ألا نفرق بين الأجنبي أو السعودي، والمدرب الكفء هو الذي يستطيع أن يواكب التطور في هذه المهنة وهو من يستحق الفرصة، وما نفتقده فقط في السعودية هو منح الفرصة للمدرب السعودي، وإعطاءه المساحة في العمل كالتي تُعطى للمدرب الأجنبي، الذي يبدأ في عمر صغير في السعودية، ما يؤكد أنه لا يملك خبرة كافية تؤهله للتدريب. ما يحتاجه المدرب السعودي، هي الثقة، إضافة إلى إعطائه الفرصة، ثم دعمه بكل الإمكانات من معسكرات وتهيئة كافة الأجواء المساعدة على النجاح.
11
كان لكم تجربة مع كيكي سيتين المدرب من خلال برنامج تعايش الجهاز الفني للمنتخب مع مدربين في أوروبا.. كيف ترون ذلك؟
أولاً نشكر كل من كان خلف إرسالنا لنادي ريال بيتيس، صحيح أن الخيار الأول حسب الأسلوب والفلسفة كان جوارديولا ثم ساري ثم بيلسا وبعده كلوب، لكن المنافسات والضغوطات وضعتنا في هذا المكان وهو خيار مناسب، نحن ذهبنا لأحد أعرق الأندية الإسبانية، وشاهدنا الأجواء والعمل اليومي عن قرب، بالتأكيد كانت الرحلة مفيدة لنا، وعزّزت المعلومات التي لدينا وأعدّها تجربة رائعة جداً، وهذه من الأشياء التي نحثّ عليها لدعم المدربين السعوديين.
12
ماذا تنتظرون من الجماهير السعودية في كأس العالم؟
لا يحتاج أن نقول نحن ننتظر دعمكم في كأس العالم، فهذا أمر لا شك فيه، ولا نناصفهم عليه، ما نريده هو شيء واحد بعد توفيق الله عز وجل، أن يثقوا بمنتخب السعودية تحت 20 عاماً في كأس العالم، وأن يبتعدوا كثيراً عن الألوان ويتجهوا لدعم الأخضر، وأن يثقوا أننا سنذهب لمرحلة بعيدة بإذن الله في المونديال.