نائب رئيس اللجنة الطبية يكشف قصة تجهيز ثنائي الأخضر قبل المونديال الدهيشي:
الألمانية أعادت الغامدي
حظيت الفئات السنية في المنتخبات السعودية، خلال المرحلة الماضية، باهتمام مختلف من اللجنة الطبية في الاتحاد السعودي لكرة القدم، إذ وقف أعضاؤها على إصابات اللاعبين، ووسائل علاجهم وتأهيلهم في أفضل المستشفيات والمراكز الصحية حول العالم.
وعلى الرغم من أن اللاعبين، خاصةً المصابين منهم، يتعالجون داخل الغرف الطبية في أنديتهم، إلا أن اللجنة الطبية، حرصت على متابعة أدق التفاصيل فيما يخصهم حتى وصل بها الأمر إلى السفر معهم لإجراء العمليات الجراحية ومتابعتهم بشكل دقيق.
وأوضح الدكتور أنس الدهيشي، نائب رئيس اللجنة الطبية في اتحاد القدم، أن اللاعبين في الفئات السنية، كان ينقصهم بعض الاهتمام مثل لاعبي المنتخب الأول، مبينًا في حواره مع “الرياضية”، أن هؤلاء اللاعبين لديهم استحقاقات كبيرة مهمة، منها نهائيات كأس العالم للشباب، ونهائيات آسيا للمنتخب الأولمبي، ما دفع اللجنة إلى مضاعفة الاهتمام بهم، خاصةً أنهم ركائز مهمة للكرة السعودية.
الدهيشي، تحدث كذلك عن أبرز برامج اللجنة المقبلة، كما كشف قرب إطلاق الملف الطبي للاعب السعودي، الذي وصفه بالنقلة النوعية للطب الرياضي في السعودية.
01
بدايةً، حدِّثنا عن تحضيراتكم لتجهيز لاعبي الأخضر الشاب للمونديال؟
تسير على أعلى مستوى. أجرينا خلال الفترة الماضية الفحوصات الفسيولوجية، وتحليل الحركة للاعبين في كلية علوم الرياضة والنشاط في الرياض. هذه الاختبارات نقدمها للطاقم الفني في المنتخب لعمل خطة مناسبة لأحمال التدريب، ومساعدتهم على معرفة نوعية أداء اللاعب، وكيفية تفادي الإصابات، أيضًا سيكون هناك مع المنتخب اختصاصي تغذية، للمرة الأولى في تاريخ المنتخبات السنية، وهو السعودي عبد العزيز النفيسة، إضافة إلى وجود الأجهزة الطبية التي تتكوَّن من طبيب استشاري، هو الدكتور معاذ العمار، واختصاصيَين في الإصابات الرياضية، هما أحمد محروس، وخالد النويصري، واختصاصيَين في التدليك الرياضي من الجنسية البرازيلية.
02
عانى تركي العمار، لاعب المنتخب، من الإصابة بعد كأس آسيا، ما الخطوات التي تمَّت لإعداده بشكل مثالي للعودة من جديد؟
العمار، عانى من التهاب في الصفاق، تسبَّب في ابتعاده عن المشاركة مع فريقه الشباب، والخضوع لبرنامج تأهيلي تحت إشراف الجهاز الطبي في الأخضر الشاب، بالتنسيق مع نظيره في نادي الشباب، والحمد لله، عاد وشارك في معسكر أبها، وبإذن الله سيكون في مقدمة المشاركين في نهائيات كأس العالم المقبلة مع بقية زملائه.
03
ماذا عن اللاعب حامد الغامدي الذي أشرفت شخصيًّا على حالته؟
هو ليس إشرافًا بقدر ما هو توزيعٌ للأدوار بيني وبين بقية الزملاء في اللجنة الطبية. بالنسبة إلى حامد، بعد انتهاء كأس آسيا، استدعيناه، وعملنا له عددًا من الفحوصات، مع الاستئناس بآراء الزملاء من خارج اللجنة من الاستشاريين المعروفين بمعالجة هذا النوع من الإصابات “الفتق الرياضي”، وتوصَّلنا إلى أن حالة اللاعب تستدعي التدخُّل الجراحي، فتواصلنا مع يوريك مشرك، الدكتورة الألمانية، وحقًّا، أجرى اللاعب العملية لديها، بالتعاون مع الطاقم الطبي في ناديه الاتفاق، ثم تابعنا حالته بشكل دوري حتى أصبح جاهزًا للمشاركة مع فريقه ومع المنتخب.
04
في رأيك، ألَّا تؤثر، صحيًّا، المشاركة في مباريات متفاوتة في دوري المحترفين، ثم خوض منافسة قوية مثل كأس العالم في لاعبي الأخضر الشاب؟
لا أرى مشكلةً في ذلك، لأن هؤلاء اللاعبين يشاركون بشكل كبير مع المنتخب خلال المعسكرات، كما أننا نجري لهم اختبارات قبل الدخول فيها لمعرفة درجة القوة لدى كل لاعب، ما يساعد الجهاز الفني على رسم الخطة التدريبية من ناحية الأحمال لتفادي حدوث الإصابات، لا قدر الله، واختيار اللاعب الأكثر جاهزيةً.
05
لاحظنا في الموسم الجاري اهتمامًا كبيرًا من اللجنة الطبية بلاعبي الفئات السنية، وصل حدَّ المغادرة معهم لمتابعة أحوال إصاباتهم، لماذا؟
هؤلاء اللاعبون، مقارنة مع لاعبي المنتخب الأول، تنقصهم أمور مهمة، ويأتي اهتمامنا بهم أيضًا، لأنهم ركائز المنتخب المستقبلي، وبهدف مساعدتهم على خوص الاستحقاقات المقبلة بأفضل شكل، مثل كأس العالم بالنسبة إلى منتخب الشباب، ونهائيات كأس آسيا للمنتخب الأولمبي. في رأيي، يجب أن يحظى هؤلاء اللاعبون بالقدر نفسه من الاهتمام الذي يحظى به اللاعبون في المنتخب الأول.
06
الدورات والبرامج التوعوية التي تمَّت داخل الأندية، هل جاءت بمبادرة منكم، أم بالتنسيق مع الرابطة؟
بمبادرة منا أولًا، ثم بالتنسيق مع الرابطة. أعتقد أن وجود الدكتور مبارك المطوع رئيسًا للجنة الطبية، وعمله في رابطة دوري المحترفين، سهَّل من مهمة التنسيق. في البداية، لم يكن هناك تجاوب مباشر من قِبل الأندية، لكنَّها الآن تستجيب للدورات، بل وتبادر بالسؤال عن مواعيد تنظيمها. حاليًّا، لدينا هدفٌ، أن نتوسَّع في تنظيم هذه الدورات لأندية الدرجتين الأولى والثانية، خاصةً أن الموجودين فيها تنقصهم التوعية الطبية.
07
ما أهدافكم في اللجنة الطبية في اتحاد الكرة؟
إحداث سياسةٍ لحوكمة عمل اللجنة، وتطوير الكوادر الطبية في المنتخبات. لدينا كوادر سعودية مؤهلة، لكنها تحتاج إلى الفرصة فقط، ونتمنى أن نكون نحن مَن يمنحهم ذلك بالصورة التي يستحقونها.
08
دائمًا ما يؤكد اختصاصي العلاج الطبيعي أن التغذية السليمة من الأمور الرئيسة لتجنُّب الإصابات، ما رأيك؟
بالتأكيد أتفق مع ذلك. رأينا العديد من اللاعبين الذين استفادوا من الاستشارات التي قدمناها لهم، بدءًا بالمنتخب الأول عن طريق الدكتور غريب الشويعر، استشاري التغذية في المنتخبات السعودية، وعبد العزيز النفيسة، زميله. سابقًا، كان بعض المدربين، الذين أشرفوا على المنتخبات، يُحضرون اختصاصي تغذية من الخارج، لكنَّ التجارب أثبتت بأن هذه الخطوة لم تحقق النجاح المأمول، لأن هؤلاء الاختصاصيين، يجهلون ثقافة الأكل في السعودية، لذا كانوا يمنعون اللاعبين من تناول وجبات معينة تقليدية، والحال يختلف مع وجود اختصاصي من البيئة نفسها، إذ إنه يمتلك الدراية التامة بالوجبات الغذائية التقليدية، ويجيد تثقيف اللاعبين في هذا المجال، وتزويدهم باحتياجاتهم الغذائية، خاصةً خلال فترات الإعداد والمنافسات.
09
كيف ترى واقع الطب الرياضي في السعودية؟
لدينا كوادر عالية المستوى، ولا أبالغ إن قلت: إنهم يتفوقون على نظرائهم في أكبر دول العالم، وفي رأيي، متى ما تم إعطاؤهم المجال لإبراز أنفسهم بالشكل المطلوب، سنراهم حاضرين بقوة بشرط توفير بيئة العمل المناسبة لهم، على سبيل المثال، نحتاج إلى أن تكون لدينا مظلة، تشمل الكوادر الطبية الرياضية المتخصِّصة.
10
هل وصلنا إلى مرحلة متطورة في علاج اللاعبين السعوديين داخل البلاد؟
من ناحية الكوادر البشرية، نعم. تنقصنا فقط مراكز طبية عالية المستوى. ما يحدث الآن، أن الكوادر الطبية، تعمل في مراكز خاصة بها.
11
بوصفكم لجنة طبية، إلى أين وصلتم في الملف الطبي للاعب السعودي؟
بات الآن جاهزًا للإطلاق، وسيكون نقلة نوعية للطب الرياضي في السعودي. للعلم، تم تطبيقه بشكل مبدئي في نهائيات كأس آسيا للمنتخب الأول، وهو برنامج، يرصد إصابات اللاعبين خلال الموسم الرياضي، ومراحل التأهيل، وذلك بشكل يومي، إضافة إلى الفحوصات الموسمية للاعب، وسيرتبط تقنيًّا بعدد من المستشفيات في السعودية التابعة لوزارة الصحة للاستفادة منها بصورة مثالية للاعب السعودي.
12
يتم الحديث دائمًا عن فريق الطب الرياضي في الأندية والمنتخبات، من ماذا يتكوَّن هذا الفريق؟
مع التطور الكبير في عالم الرياضة، والطب، تطوَّر معه مفهوم الطب الرياضي، حيث لم يعد كما كان في السابق، يقتصر على اختصاصي العظام، واختصاصي العلاج الطبيعي. حاليًّا، فريق الطب الرياضي، يتكوَّن من طبيب الأسرة والمجتمع الحاصل إما على الزمالة في الطب الرياضي، أو الدبلوم العالي، إضافة إلى اختصاصي العلاج الطبيعي وتأهيل الإصابات، والاختصاصي الفسيولوجي، واختصاصي علم الحركة الحيوي، واختصاصي التغذية، واختصاصي المساج الرياضي، واختصاصي علم النفس الرياضي، وجرَّاحي العظام والإصابات الرياضية.
13
لكن مَن تتحدث عنهم ليسوا موجودين في كوادرنا؟
صحيحٌ. غالبًا هذا ليس مطبَّقًا لدينا، خاصةً في المنتخبات، وفي رأيي، نحتاج إلى اختصاصي العظام في حال التدخل الجراحي فقط، أما الطبيب الرياضي فحاجتنا إليه أكبر، وهو نادر جدًّا في كوادرنا السعودية، لكننا في المقابل، نمتلك الاختصاصيين في علم الحركة والفسيولوجيين إلا أنهم لا يمارسون عملهم بالشكل المطلوب. بالنسبة إلينا في اللجنة الطبية، استفدنا من هؤلاء الاختصاصيين تحديدًا في إجراء قياسات للاعبي المنتخب الشاب، بالتعاون مع جامعة الملك سعود، وكلية علوم الحركة، حيث تم توظيفهم بالشكل السليم، والاستفادة من الشباب السعودي في هذا المجال، وبعضهم حاصل على الدكتوراه، وآخرون على الماستر، وهناك مَن يكمل الدراسات العليا، لذا نحن نمتلك هذه الكفاءات، ويمكننا الاستفادة منهم.
14
كلمة أخيرة؟
في النهاية، لدي رسالتان، الأولى إلى المسؤولين عن رياضة الوطن: وطننا يحتاج إلى مراكز للطب الرياضي والتأهيل على أعلى مستوى، بما يضاهي نظيراتها في الخارج. الثانية إلى زملاء المهنة: حان الوقت للمبادرة بالعمل الميداني بشكل أكبر في الأندية الرياضية، فلا يوجد أدنى شك في كفاءتكم العالية، لكنَّ مبادراتكم نوعًا ما خجولة، علمًا أنه هناك قصصًا ناجحة، لكنها محدودة جدًّا.