تغريب
المألوف
الألماني برتولت بريخت أحد أشهر أدباء العصر الحديث درس الطب ولكنه أتقن الشعر وأبدع في المسرح من خلال أساليب متعددة أبرزها التغريب أي تغريب الأشياء العادية المألوفة وجعلها مثيرة للدهشة وباعثة للتأمل والتفكير، فالمألوف طالما إنه يتكرر برتابته المعتادة فهو بكل تأكيد لن يضيف جديداً، ولكن عندما يغرّب وتدخل عليه إضافات يؤول إلى نتائج مختلفة.
رياضياً نجحت فكرة تغريب المألوف في أكثر من مرة، ففي بلجيكا وبعد إخفاقات عام 2000 أقرّت إستراتيجية الاهتمام بالفئات السنية دون الالتفات إلى العرق والتي قادها ميشيل سابينو، وآلت إلى نجاحات كبيرة حيث حقق المنتخب البلجيكي المركز الثالث في كأس العالم الأخيرة، كما احتل صدارة التصنيف العالمي لفيفا، وتقدم بلجيكا حالياً نخبة من أفضل نجوم العالم يتقدمهم هازارد ودي بروين ولوكاكو وغيرهم. وعلى صعيد آخر وبعد نجاح اللاعب الإفريقي في دوري كرة السلة الأمريكي، أعلن رئيس الرابطة الوطنية لكرة السلة الأمريكية آدم سيلفر عن تنظيم أول دوري للمحترفين تحت مظلة الرابطة في قارة إفريقيا، مشيراً إلى أنه سيضم 12 فريقاً وسينطلق في يناير المقبل، الجدير بالذكر أن دوري كرة السلة الأمريكي NBA له تاريخ عريض مع القارة الإفريقية، حيث يمثل فيه حالياً "13" لاعباً إما إفريقيا أو يعود إلى جذور إفريقية. وفي اليابان كانت كرة القدم لا تمثل أي اهتمام حتى مطلع التسعينيات الميلادية، عندما وضعت لها خطة محكمة لتطويرها ارتكزت على محورين أساسيين، الأول تنظيم دوري رسمي للمدارس والجامعات وضم ممثلين لهم في اتحاد الكرة المحلي، والثاني الابتعاث الرياضي لصغار السن من الموهوبين إلى البرازيل، فشهدت اليابان تطوراً كبيراً حتى اعتلت العرش الكروي الآسيوي.
إننا إذا ما أردنا أن نطور رياضتنا يجب أن نغرّب المألوف ونرتقي بتفكيرنا ونضع إستراتيجيات وخطط مستقبلية لا تتغير بتغير الأفراد ولا تتلون بلون المسؤول المفضل، ولا بأس في سبيل ذلك بالاستعانة بالمؤسسات التعليمية العملاقة التي تزخر بها بلادنا مثل جامعة الملك عبد العزيز وجامعة الملك سعود وجامعة الملك فهد وجامعة الملك عبد الله وجامعة الأميرة نورة، للمساعدة في طرح رؤى علمية لرياضة مستقبلية تتناغم مع رؤية المملكة 2030.