من صاحب القرار
في إجازة العمل الفني؟
عندما تعود للأعمال الخليجية الرائدة، ولاسيما في الثمانينيات والتسعينيات، في الغالب ستجد أن خلف نجاح العمل شخصيات مخفية لا أحد يطلع على دورها الحقيقي، بعضهم في مناصب إدارية بحتة، ففكرة المسلسل الخالد "درب الزلق" كما يرويها سعد الفرج كانت بدايتها بفكرة من الشيخ جابر العلي وزير الإرشاد وقت ذاك، الذي جمع الثلاثي "عبد الحسين عبد الرضا وسعد الفرج والكاتب عبد الأمير التركي"، وطلب منهم بالحرف الواحد عمل مسلسل مميز خالد.
لم يقتصر عمل الشيخ جابر العلي على درب الزلق فقط، بل تجاوزه لتكون الكويت منارة فنية في المسلسلات والأغاني، ولو احتجت إلى معلومات موسعة عن دوره الريادي في تلك الحقبة ستجدها في عشرات الصحف الكويتية الإلكترونية التي رصدت دوره الكبير في تميز الفن الكويتي.
الآن وبعد مرور السنوات الطويلة أصبحنا نعاني نحن والكويت وبقية دول الخليج في غياب الشخصية المنتقاة التي تملك الفكر والرسالة نحو أعمال فنية خالدة، سواء كوميدية أو درامية، لم يأت من يخوض هذا الدور فعلاً وأصبحنا تحت مقصلة شركات التسويق التي تملأ ساعات المسلسلات التافهة بالإعلان، بحجة وجود الفنان الفلاني أو الفنانة العلانية.
يحكي لي صديق مهتم بالفن وتقديم أعمال مختلفة عن ما هو معتاد بمفاوضاته مع عددٍ من القنوات الخليجية في تعميد مسلسل يملك فكرته، تفاجأ بأن لا أحد طلب السيناريو، بل لا أحد طلب منه قصة العمل، كان السؤال دوماً عن الأسماء.. من سيمثل معك.. لأن الأسماء تجلب المشاهدات ثم تجلب الإعلانات، وتهافت القنوات الأخرى.. وهكذا تدور الدائرة.
سنبقى ندور في هذا الفلك، أعمال سطحية وباهتة تملؤها عشرات الوجوه المعروفة، تحتل ساعات الذروة في رمضان وغيره، تتضاعف وقتها بدقائق الإعلان المربحة جداً لتلك القنوات.
لذا أدعوكم بألا تتفاءلوا كل عام بترقب عمل مختلف أو جديد، دام أن العملية هي نفسها تتكرر سنة بعد أخرى، كلنا بانتظار الشخص الاستثنائي الذي سيقول للفن السطحي لا للتعميد.. القصة تأتي أولاً.