إعلام يدار لتصدير المظلومية
برغم العمل المتكتم خلال شهر رمضان من الإدارة المكلفة وبعض أعضاء شرف الهلال في ترتيب البيت الأزرق بدءاً من تنصيب إدارة جديدة ومروراً باختيار مدرب وإنتهاء بتعاقدات مع لاعبين أجانب ومحليين، إلا أن الإعلام الأزرق كعادته يُصّدر للمتلقي حالة من مستقبل قاتم كونه بدون رئيس، وأنه النادي الوحيد الذي مازال وضعه الإداري والفني متأزماً، ويُنذر بالخطر رغم تواجد ثلاثة مرشحين مؤهلين لقيادة دفته، وكأن الهلال الوحيد بين الأندية بدون رئيس، فالأهلي والاتحاد والفيحاء والاتفاق والرائد وغيرها في نفس المركب الهلالي ومع ذلك لم يصدر منهم الصياح، حيث بدأت تلك الأندية في تحديد معسكراتها وتجديد عقود لاعبيها واستقطاب لاعبين من أندية أخرى والتعاقد مع مدربين وهو عمل إيجابي يسجل لتلك الأندية.
أما إعلام الهلال فيبدو أنه موجه للقيام بدوره في إدعاء المظلومية لتحقيق مزيد من الضغوط أو تحقيق بعض المكاسب وكأنه يريد استغفال جمهوره بأن مشكلة ناديهم خارجية ويتحملها آخرون يريدون إسقاطه، محاولين بطريقة أو بأخرى إبعاد الجميع عن الصراعات الداخلية داخل البيت الأزرق في عدم الاستقرار على رئيس ومعاناته من تدخلات شرفية نافذة لتنصيب مرشح محدد من خلال الضغط المالي، في المقابل هناك من يرفض تلك الوصاية والتوجيه في الاختيار، وأن ذلك الضغط الشرفي الأحادي الجانب يمثل خرقاً لمبادئ الهلال المعتادة في المرشح الرئاسي.
والحقيقة الغائبة أو المغيبة بصورة أدق أن تنازعاً كبيراً يعيشه الداخل الهلالي في رئيسهم المنتظر، يقابله إعلام هلالي يدار لتصدير أزمة مفتعلة خارجيه بأن هناك مؤامرة تحاك بهلالهم لتغطية البيت المتصدع في ظل هيمنة شرفية فرضت الأمر الواقع ولا يستطيع خلالها الطرف الآخر الشرفي الضعيف مالياً مجابهته أو الوقوف ضده، لذا فالبكائيات الحالية التي يحيكها الإعلام الأزرق شبيهة بتلك التي ظهرت بعد إحراز النصر دوريه السابع عشر الاستثنائي، وكلاهما إلتفاف على الحقائق الثابتة سواء في الوضع الشرفي المحاط بكثير من الاختلافات، أو الوضع الفني الكروي المختل والمليء بالاعتلالات، وفي الحالتين تشابه وتطابق، فلم يتناول الإعلام الأزرق الموجه لب المشكلة وكيفية حلولها واستمر في التعتيم ورمى الأوهام على أطراف أخرى ليؤكد سيره وفق إملاءات تصله ليبدأ التحرك وكأنه جهاز يتم التحكم به من على بُعد.