الهداف المعتزل يكشف فلسفته التدريبية.. ويتحدث عن مهاجم التعاون كريسبو:
ذكرياتي السعودية لا تُنسى
تزدحم مسيرة الأرجنتيني هيرنان كريسبو، المهاجم السابق لمنتخب بلاده الأول لكرة القدم وأندية عدة، بالألقاب.
لكنه يقول لـ “الرياضية”، في حوار مطول، إن أجمل ذكرياته عن اللعبة ترتبط بأحداث بعينها وليس ببطولات. وهو يعد المشاركة في نهائيات البطولات الكبرى، مثل دوري أبطال أوروبا، أهم من رفع الكأس.
يكشف كريسبو عن شغفه بالتدريب وبعض ملامح فلسفته. ويشير إلى استفادته خاصة من باساريلا وبيلسا ومورينيو وأنشيلوتي، فيما يبرر الإخفاق الأرجنتيني المتكرر في آخر نسخ كأس العالم بعدم اكتمال عوامل النجاح في آن واحد، وبينها بعض الحظ.
يتوقف الأرجنتيني عند نهائي دوري أبطال أوروبا 2005 أمام ليفربول الإنجليزي، ويقول إنه لا يملك تفسيراً لخسارة إي سي ميلان الإيطالي، فريقه آنذاك، اللقب رغم تقدمه بثلاثة أهداف نظيفة كان نصيبه اثنين منها.
01
بداية، لمن يدين كريسبو بالفضل
في مسيرته؟
أدين بالفضل لمواطني دانييل باساريلا، مدربي في فريق ريفر بليت، لأنه أول من أعطاني الفرصة. ولا أستطيع القول إن مدرباً بعينه اكتشفني.
02
ماذا تتذكر عن فترتك مع ريفر بليت الأرجنتيني قبل الانتقال إلى أوروبا؟
الفوز بلقب كأس الليبرتادوريس “لأندية أمريكا الجنوبية” عام 1996، كان عمري 20 عاما فقط، وكانت ذكرى لا تُنسى، خاصة أنني سجلت الهدفين اللذين قادا إلى تحقيق البطولة.
03
هل واجهتك صعوبات بعد الانتقال إلى بارما الإيطالي في العام ذاته؟
نعم، واجهت صعوبات تتعلق باللغة واختلاف الثقافة، لكن بعد 6 أشهر بدأت التأقلم وتسجيل الأهداف وقضيت 4 مواسم هناك قبل الانتقال إلى لاتسيو في الدوري ذاته. عامة تجربة بارما كانت جميلة.
04
مثلت قطبي مدينة ميلانو الإيطالي، إي سي ميلان وإنتر، كيف تقبلك جمهور كل منهما على الرغم من تمثيلك الغريم التقليدي؟
عندما انتقلت إلى إيه سي ميلان عام 2004، كنت متخوفا بعض الشئ كوني مثلت إنتر في موسم 2002ـ2003، لكن جمهور ميلان تقبلني سريعاً وبادلني الاحترام نظير أدائي داخل الملعب والمحبة خارجه، الأمر ذاتي حصل حينما عدت إلى إنتر بين عامي 2006 و2009.
05
لعبت في الدوريات الأرجنتيني والإيطالي والإنجليزي، ما أهم الفروقات؟
هذا السؤال مصادفة جميلة، لأنني قدمت مشروع تخرجي من مدرسة التدريب في إيطاليا عن هذا الموضوع. باختصار، الكرة في الأرجنتين تعتمد على الموهبة الفطرية، فيما تبحث أوروبا عن تنمية الموهبة وصناعة لاعبين متكاملين. ومن واقع تجربتي، لاحظت امتلاك كل دولة ثقافة كروية خاصة ومختلفة، واللاعب المحترف يجب عليه أن يتكيف مع التغيير، وهذا ما فعلته.
06
في عام 1995 قدمت للسعودية مع منتخب الأرجنتين للمشاركة في كأس القارات، ماذا تتذكر عن البطولة؟ وما الذي اختلف عليك بين تلك الفترة والفترة الجارية؟
كل شيء اختلف . كأس القارات 1995 كانت رحلتي الخارجية الأولى مع منتخب بلادي، كانت المرة الأولى التي أحتك فيها بثقافة مختلفة، أتذكر أننا قضينا 15 يوماً رائعة في السعودية، وأتذكر كل تفاصيل الرحلة، من الفندق إلى ملعب الملك فهد الذي انبهرت عند رؤيته.
07
شاركت في 3 نسخ من كأس العالم، برأيك ما سر إخفاقات الأرجنتين المتكررة في المونديال على الرغم من وفرة المواهب؟
تحقيق لقب كأس العالم صعب للغاية، هي بطولة مدتها شهر واحد ولا تحتمل أي تعثر. لتحقيق اللقب تحتاج إلى توافر عوامل عدة في آن واحد، منها الحضور الذهني، وتوفر النجوم، وأحيانا بعض الحظ. لطالما امتلكنا مواهب مميزة، لكن منذ فترة لم تتوافر لدينا كل عوامل النجاح. عن نفسي، فخور جدا بكل مرة مثلت فيها بلدي في المونديال.
08
قضيت 6 مواسم في بارما على دفعتين وعدت إليه نائب رئيس وأسهمت في عودته للأضواء، ماذا يعني لك هذا النادي؟
بارما فريقي الأول. عبره بدأتُ مسيرتي في أوروبا. وفي نهايتها، لعبت فيه موسمين لمساعدته على البقاء في الدرجة الممتازة. وبعد هبوط النادي، تحدث معي ملاكه الجدد وطلبوا مني تولي منصب إداري لتحسين وضع الفريق. وعندما عاد النادي إلى الدرجة الممتازة، فضلت تركه والتركيز على شغفي الحالي، وهو التدريب.
09
هل صحيح أنك سجلت في كافة المباريات النهائية التي خضتها؟
صحيح، سجلت في كل نهائي شاركت فيه، سواءً مع المنتخب أو الأندية.
10
شاركت مع اي سي ميلان في نهائي قاسٍ أمام ليفربول في دوري أبطال أوروبا 2005، تقدمتم بثلاثة أهداف وخسرتم اللقب، حدثنا عن تلك المباراة؟
أذكرها جيداً ولا أملك تفسيراً لما حدث سوى أنها كرة القدم. وفي كرة القدم كل شيء يمكن أن يحدث، ولذا نحب هذه الرياضة. أمام ليفربول، قدمنا شوطاً أول ممتازاً. وفي الثاني تلقت شباكنا 3 أهداف في 6 دقائق. بعدها تألق حارس ودفاع ليفربول حتى النهاية. كانت تجربة قاسية بالنسبة لي خاصة مع تقديمي أداءً جيدا وإحرازي هدفين. أما الآن، فأنا أنظر إلى هذا النهائي بفخر، لأنني تعلمت منه الكثير، ولأنني كنت جزءًا من نهائي تاريخي يذكره أغلب المتابعين.
11
حللت النسخة الماضية من نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين بين التعاون والاتحاد، ما انطباعك عن المباراة والكرة السعودية؟
المباراة اتسمت بالجمالية والتسرع. ظهر التوتر على بعض اللاعبين، وهذا شيء طبيعي في النهائيات، لكن الأهم أن المباراة كانت ممتعة للمتابعين.
12
هل هناك لاعب لفت نظرك في المباراة؟
قد يكون الكاميروني لياندر تاوامبا مهاجم التعاون اللاعب الأبرز، لامتلاكه مقومات المهاجم الناجح، من قوة بدنية وحضور ذهني عال، وهو ما ظهر بوضوح في هدفه.
13
بما أنك مدرب لفريق بانفيلد الأرجنتيني، هل كنت تتصور، وأنت لاعب، أنك ستكمل مسيرتك الرياضية مدرباً؟
نعم، كنت أرى نفسي بعد الاعتزال مدرباً. لكن قبل أن أبدأ التدريب، كان يجب عليّ تعلم أسسه. درست في “كوفرتشانو” مدرسة التدريب الإيطالية، ورافقت بعدها مدربين كباراً، مثل الإيطالي كارلو أنشيلوتي والبرتغالي جوزيه مورينيو والأرجنتيني دييجو سيميوني، لأتعلم منهم. والآن مع بانفيلد، أنا جاهز لتطبيق ما تعلمته على أرض الواقع.
14
ما فلسفتك التدريبية؟
أهم قاعدة لدي هي الاحترام. احترام اللعبة واللاعبين والجمهور الذي يتابعك. أرى أن على اللاعب تقديم كل ما لديه دون أن ينسى الاستمتاع باللعب. وأريد أن أرى فريقي يقاتل ويملك شخصية في الملعب، وهذا ما أحاول زرعه في اللاعبين.
15
من أفضل مدرب مر عليك حين كنت لاعباً؟
من الصعب الإجابة على هذا السؤال، مر علي عدد من المدربين الرائعين وتعلمت منهم جميعا، على سبيل المثال، الأرجنتينيان دانييل باساريلا ومارسيلو بيلسا، والإيطالي كارلو أنشيلوتي، والبرتغالي جوزيه ومورينيو، وغيرهم الكثير.
16
مباراة وهدف لك لا يمكنك نسيانهما؟
مباراة واحدة فقط؟ يصعب علي الاختيار. عندما أُسأَل عن أجمل مبارياتي أو أهدافي أترك الاختيار للجمهور. لأن كل مشجع يملك ذكرى خاصة ترتبط بهدف معين أو مباراة محددة. ومعرفتي أن هدفاً سجلته أو أداءً قدمته في مباراة قد يمنح المشجع 5 ثوان من السعادة هذا يفرحني بشكل لا يوصف.
17
بطولة حققتها ولا يمكن أن تنساها؟
أغلب ذكرياتي الجميلة ترتبط بالحدث أكثر من الفوز بالبطولة. كشخص شغوف بكرة القدم، أرى أن اللعب في ملاعب عظيمة مثل السان سيرو في إيطاليا والبرنابيو في إسبانيا وويمبلي في إنجلترا كان رائعا. والمشاركة في نهائيات بطولات كبيرة مثل دوري أبطال أوروبا والليبرتادوريس والأولمبياد أهم من رفع الكأس. نعم تحقيق البطولة مهم وجميل، لكني كلاعب أتذكر الطريق إلى البطولة أكثر من دقائقها الأخيرة.
18
برأيك، من اللاعب الأفضل في العالم حاليا؟
حاليا الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو، وإذا اضطررت للاختيار بينهما سأقول ميسي، لكن لماذا أختار بينهما؟ الأفضل أن نستمتع بإبداعهما دون مقارنات.
19
هل هناك لاعب شاب حاليا يذكرك بنفسك؟
كرة القدم الآن مختلفة، واللاعبون الشباب يُصقلون بشكل مختلف. قيم اللعبة لم تتغير، لكن اللاعبين سابقاً يختلفون عن الجيل الحالي. لذا، لا أرى لاعباً مشابهاً لي.