2019-06-16 | 02:02 حوارات

المدرب الروماني يتذكر مباراة الباطن الأخيرة ويكشف الأوراق
سيبيريا: النصر لا يستحق الدوري

حوار: حمد الصويلحي
مشاركة الخبر      

دخل الروماني ماريوس سيبيريا عالم الكرة السعودية صيف عام 2014، ومنذ ذلك الحين لم يغادرها. درب فريق الهلال تحت 23 عامًا، وقاد الفريق الأول في النادي مؤقتًا، قبل أن يدرب الرائد، ثم الباطن مرتين. وهو يرغب، حسبما أوضح في حواره مع “الرياضية”، في البقاء في السعودية، ويعدّها بلده الثاني.
يعتقد سيبيريا أن فريق النصر، بطل دوري المحترفين في نسخته الماضية، لم يكن يستحق اللقب، وأن الهلال ضيع فرصًا للانفراد بالصدارة والتتويج.
يرفض الروماني، صاحب الـ 42 عامًا، وصف ضغط المباريات عذرًا للهلال. فيما يعدّ مصافحة لاعبي أولمبي الهلال السابقين له خلال المباريات واحدة من أسعد لحظاته، كونه يرى جزءًا من جهده التدريبي ماثلاً أمامه.
01
بداية.. ما تقييمك لمستوى دوري المحترفين السعودي؟
المستوى ارتفع عن السابق، واللاعب السعودي تطور بشكل ملحوظ، وهذا هو الأهم بالنسبة لي. وإذا كان أداء اللاعب السعودي قوياً كما هو أداء اللاعب الأجنبي سنرى مزيداً من التطور في مستوى الدوري. بالنسبة للموسم الماضي، أعتقد أن الهلال كان الأقرب إلى اللقب في المراحل الأولى. ومع الوقت، ظهرت منافسة النصر والأهلي له. وليس لدي أدنى شك أن هذه البطولة فقدها الهلال بنفسه ولم يستحقها النصر.
02
لماذا ترى أن النصر لا يستحقها؟
وجهة نظري أن الهلال جاءته فرصتان كبيرتين، على الأقل، لتوسيع فارق النقاط وحسم لقب الدوري، غير أنه خسر هاتين الفرصتين بشكل غير متوقع، لكن هذه هي كرة القدم أحياناً، ‏لا أزال مقتنعاً أن الهلال هو أفضل فريق آسيوي على صعيد المستوى العام وإمكانات اللاعبين، وأراه ريال مدريد آسيا، ومستواه أكبر حتى من المنافسة المحلية. الهلال لعب بشكل رائع للغاية في الدور الأول بأكمله، ما أدخل إليه شعوراً بالارتياح والتراخي والظن بأنه سينتصر بسهولة في كل ما بقي من مباريات. وخسارته لقب الدوري تتلخص في الهزة الفنية التي حدثت نتيجة عدم الاستقرار وفقدان التركيز في الدور الثاني، وطريقة التعامل مع بعض المباريات.
03
هل أسهم ضغط المباريات في تراجع نتائجه؟
أتفق، لكن لدي وجهة نظر، مفادها أن الهلال يمتلك مجموعة لاعبين على مستويات عالية، تصل إلى عنصرين إلى ثلاثة في كل مركز، ما يمكّنه من اللعب كل 3 أو 4 أيام. لذا لا أرى الضغط عذراً رئيساً لعدم تحقيق اللقب. مدرب الهلال يفترض أن يكون مرتاحاً مع هؤلاء اللاعبين، فهو لا يحتاج إلى فرض تدريبات على نسق عالٍ وإنما إلى إعادة التركيز إليهم قبل كل مباراة ومنحهم الاسترجاع المناسب وتصحيح بعض الأخطاء، أما التكتيك فيفترض أنهم تشرّبوه مع المباريات.
04
ما أبرز الفروقات الفنية في الهلال بين فترة خورخي خيسوس وزوران ماميتش وبيريكليس شاموسكا؟
لا أحب تقييم عمل المدربين، أحترمهم جميعاً بوصفهم زملاء لي في المهنة، ما أستطيع قوله إن الهلال يجلب دائماً مدربين متميزين، لكن أحياناً لا يحالفهم الحظ.
في الهلال سمة مهمة للغاية، وهي أن الفريق يدار بمثابة منظومة، تضم إدارة كرة القدم والجهاز الفني واللاعبين، ويضم مجموعة متميزة من اللاعبين، وكل ما عليك، مدرباً، أن تستخرج أفضل الإمكانات من كل واحد منهم، هذا ما سعيت لفعله خلال إشرافي على الفريق الأول في الهلال، بمساعدة الإدارة آنذاك. وأكثر شخص ساعدني فهد المفرج، الذي وفّر لي كافة التسهيلات والدعم والنصائح، التي ساعدت في نجاحي مع الفريق.
05
كيف تقيم تجربتك الثانية مع الباطن الموسم الماضي؟
وصلت متأخراً للغاية، قبل نهاية الموسم بـ 5 أو 6 جولات، كانت محاولة لإنقاذ الفريق من الهبوط، لكني وجدت اللاعبين محبطين وبعيدين عن التركيز واللياقة البدنية. لم يكن الفريق على أتم الاستعداد لبذل مجهود عال من خلال التدريبات البدنية والفنية. حتى في الجانب الذهني لاحظت أن اللاعبين لم يكونوا في أفضل حالاتهم، فمع استقبال أي هدف في أي مباراة ينخفض الأداء ونكون معرضين لاستقبال أهداف أخرى. أنا أحترم عمل المدربين الذين سبقوني في الباطن، لكن ما أقوله هو الواقع رصدته مع استلامي الفريق، وهذا ليس كلاماً من أجل الدفاع عن عملي. وبمرور بعض الوقت استطعنا، من خلال العمل سوياً، تطوير كافة النواحي، والدليل على ذلك أننا كنا أفضل من الخصوم الذين واجهناهم في نهاية الموسم المنقضي، ويمكن إعطاء أمثلة على ذلك.
06
ما الأمثلة؟
خلال مواجهة الرائد في الدور الثاني، أضاع فريقنا 5 فرص محققة للتهديف، واستقبل هدفاً بعد ذلك. مثال آخر، في مباراة الاتحاد في كأس خادم الحرمين الشريفين، تقدمنا 2ـ0، والكل شاهد بعدها ماذا حدث، ولن أتكلم عن التفاصيل بشكل أكبر. في مباراة الشباب في الدور الثاني، انتهى الشوط الأول بتقدمنا 2ـ0، وفي الشوط الثاني أضعنا 6 أهداف محققة، وألغى الحكم هدفين آخرين. وفي مباراة النصر ضمن الجولة الأخيرة من الدوري قدمنا كل ما لدينا من قتالية ومستوى فني، لكن هناك بعض القرارات التي لم تنصفنا وساهمت في نهاية المباراة بالنتيجة التي انتهت إليها، ومن وجهة نظري أننا لم نكن نستحق الخسارة في لقاء النصر، ونأسف لعدم تحقيق نتيجة أفضل على الرغم من الأداء الذي ظهرنا به. وأنا لا أود الحديث عن أخطاء الحكام ولست مخولاً بتقييم عملهم، لكن الجميع شاهد ما حدث في ذلك اللقاء. بشكل عام، كنا في جميع المباريات الأخيرة أفضل من الخصوم، وبرأيي أن الباطن يستحق أن يبقى بين الكبار في الدوري الممتاز.
07
ما خطوتك المقبلة؟
لم تتضح الصورة حتى الآن. أتمنى الاستمرار في الدوري السعودي. دائماً ما أقول إن السعودية بلدي الثاني، أحببت هذا البلد خاصة الرياض التي أعدها مدينتي، فما بالك إذا كان فيها الهلال الذي يعدّ جزءًا من قلبي.
08
من أبرز لاعب أجنبي الموسم الماضي؟
المغربي عبد الرزاق حمد الله مهاجم النصر.
09
من وجهة نظرك.. ما إيجابيات وسلبيات قرار زيادة عدد الأجانب إلى 8 “قبل تقليص العدد حاليا إلى 7”؟
في كل بلد، تكون الجهات التي تقود كرة القدم، أقدر على اتخاذ القرارات التي تخدم مصلحة اللعبة بناءً على تقييماتها. كوني مدرباً، قد لا أعرف ما الأهداف التي تم وضعها، والمسؤولون عن الكرة هدفهم بالتأكيد تطويرها، ونحن معهم.
10
ما أجمل الأوقات التي عشتها في الدوري السعودي؟
هناك لحظات وأوقات جميلة كثيرة عشتها هنا. قلبي ارتبط بذكريات جميلة هنا، خاصة مع الهلال. إحدى أجمل لحظات حياتي حينما قدت الهلال للانتصار على لوكوموتيف طاشقند الأوزبكي بنتيجة 3ـ1 في دوري أبطال آسيا. بعدها انتصرنا محلياً على الفيصلي4ـ0 والخليج 6ـ1، واللحظة الأجمل تحقيق لقب الدوري مع أولمبي الهلال للمرة الثانية وحضورنا التتويج مع الفريق الأول في ملعب الملك فهد أمام أكثر من 68 ألف مشجع هتفوا باسمي. كانت هذه أكثر اللحظات العاطفية التي شعرت فيها بالسعادة لي ولعائلتي، هذا فيما يخص فترتي مع الهلال التي أرى أنها كانت في معظمها جميلة ورائعة.
ومن الذكريات الجميلة، قيادتي الباطن، خلال فترة الأولى معه الموسم قبل الماضي، إلى الفوز على النصر مرتين في ظرف 5 أيام في بطولتين مختلفتين ومباراتين متتاليتين. في الموسم ذاته، كنت على أعتاب إنجاز تاريخي للباطن بالتأهل إلى نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين حين واجهنا الاتحاد في نصف النهائي.
11
لكل تجربة مخرجات.. بالنسبة لك ما أبرز إيجابية جنيتها من الدوري السعودي؟
أكثر إيجابية هي أنني كلما التقيت خلال مبارياتٍ لاعبين دربتهم في أولمبي الهلال وانتقلوا إلى فرق أخرى يحضرون للسلام عليّ، ويقولون “شكرا كوتش على ما قدمته لنا من مساعدة”. هذا يعني لي الكثير ويشعرني بسعادة بالغة، خاصة إذا كان هؤلاء اللاعبون متميزين مع فرقهم. أشعر أني أرى أمامي جزءًا من الجهد الذي بذلته.
12
اذكر لنا بعض هؤلاء اللاعبين؟
سأعطيك بعض الأمثلة التي مرت على بالي الآن، متعب المفرج الذي يعد حالياً أفضل لاعب واعد في السعودية، محمد البقعاوي مع الشباب، وأراه يستحق تمثيل المنتخب الأول، فهد غازي مع الشباب، عبد الله العمار مع الاتحاد، محمد الشريمي وسلطان الفرحان مع الرائد، حسين القحطاني مع الفيصلي، ومجاهد المنيع مع الحزم، وآخرون عديدون.