الفساد جريمة تمتهنها قطر
أكد مصدر قضائي في باريس يوم أمس الأول أنه قد تم اعتقال رئيس الاتحاد الأوربي السابق بلاتيني للاستجواب حول جرائم مالية وفساد في عملية منح قطر حق استضافة كأس العالم 2022 ومن ثم أطلق سراحه، الجدير بالذكر أن مكتب المدعي العام المالي الفرنسي والمتخصص في التحقيق في الجرائم المالية والفساد كان قد فتح تحقيقاً منذ عام 2016 للنظر في مخالفات محتملة تشمل الفساد والتآمر واستغلال النفوذ.
وكانت صحيفة "لوموند" الفرنسية قد أشارت تزامناً مع اعتقال بلاتيني، إلى أن المدعين ينظرون تحديداً في حفل غداء أقامه الرئيس الفرنسي السابق ساركوزي قبل أيام من الإعلان عن فوز قطر بتنظيم كأس العالم 2022 في ديسمبر 2010 بحضور تميم بن حمد وبلاتيني.
وكان بلاتر قد أشار بشكل مباشر إلى ذلك في مؤلفه "الحقيقة"، الذي قال فيه: "إن قطر في عام 2010 موّلت مؤتمر الاتحاد الإفريقي الذي عقد في لواندا بتكلفة بلغت اثنين مليون دولار، كما ذكر أنه تم تسجيل فيديو للتاهيتي رينالد تيماري تم فيه عرض مليون ونصف المليون مقابل صوته بحجة دعم كرة القدم في بلاده، وتم إيقاف تيماري لثماني سنوات من قبل لجنة الأخلاق في "فيفا"، وأوضح بلاتر أن الأمر الذي رجح كفة قطر الزيارة التي قام بها تميم بن حمد وحمد بن جاسم لفرنسا في 23 نوفمبر 2010، حيث أقام ساركوزي مأدبة غداء في الإليزيه مع القطريين وانضم إليهم ميشيل بلاتيني الذي اتصل بي ـ والحديث لبلاترـ بعدها مباشرة ليخبرني بألا أعول على تصويته، لأنه لم يستطع معارضة الرئيس ساركوزي نظرا لمصالح فرنسا".
ويمضي بلاتر قائلاً: "لا أعلم ولا أريد أن أعلم ما إذا كانت هناك علاقة بين فوز قطر بتنظيم كأس العالم وما حدث بعدها، فبعد ستة أشهر من اللقاء باعت فرنسا طائرات مدنية وحربية لقطر بقيمة "14.6" مليار دولار، كما قامت شركة قطر للاستثمارات الرياضية في عام 2011 بشراء نادي باريس سان جيرمان الذي كان يمر بمشاكل مالية كبيرة".
كل ذلك إلى جوار التبرعات للاتحاد الدولي ومسؤوليه، إضافة إلى إخراس بن همام مقابل ترشح بلاتر لفترة رئاسية جديدة، والغريب أن الاتحاد الدولي بكافة مسؤوليه وقياداته لا يزال يتفرج على هذه السلسلة من المخالفات والجرائم والفساد ولا يحرك ساكناً، مما يوحي بأن الفساد لا يزال مستشرياً في هذه المنظومة الرياضية.