«مصر»..
المحور والمنطق
لا صوت يعلو فوق صوت أمم إفريقيا، البطولة التي ستنطلق مبارياتها الليلة في مصر بزيادة عددية ستعطي البطولة قيمة أكبر ومتعة أكثر ومتابعة أوسع ورتمًا أطول.. جميع المنتخبات المشاركة تحمل هدف الكل متأهب/ مستعد.. الطموح حق مشروع العمل الفني/ التأثير هو من يفرق ويعطي الأفضلية، والأجمل أن البطولة هذه التي تصنف ثالثا كأهمية جماهيرية بعد المونديال وأمم أوروبا، ستجمع نجومها السوداء المنتشرة بأوروبا ببلد واحد "أرض الكنانة" التي قال فيها الشاعر: بلادنا عز تراه من العلا فخر الورى من حسنها نتعطر... كل البلاد تولدت من بطنها فلأنها أم الدُنا تتبختر..
كرة القدم الإفريقية "تتمحور" حول منتخب مصر، ومن البديهي "أم الدنيا" هي المرشح الأعظم للفوز قاريًّا؛ فهي من يستضيف الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، وهي عضو مؤسس فيه، ومنتخبها أول منتخب إفريقي شارك في كأس العالم، وأول بطل، والبطل التاريخي للقارة 7 مرات والأكثر تتويجًا ببطولات الأندية، لذا "منطقيًّا" الفراعنة على رأس قائمة الترشيح للفوز بأي لقب إفريقي، وهذا لا يلغي وجود منتخبات مرشحة/ منافسة لمصر.. المغرب متعطشة بقوة للقب ولديها لاعبون مؤهلون منتشرون بعدد من الدوريات كحكيم زياش والقائد المحنك الخبير "هيرفي رونار".. تونس، الجزائر والكاميرون بطل 2017 المنتخب الذي فاجأ الجميع وخطف اللقب، رغم أنه البطل خمس مرات.. نيجيريا/غانا/ غينيا /أوغندا.. لديهم طموح الأبطال والسنغال على رأس القائمة بنجميها المدافع كاليدو كوليبالي نجم نابولي وجناح ليفربول ساديو ماني.. أثق بأن جميع المنتخبات المشاركة ستترك بصمة ولن تكتفي بدور الكومبارس بالبطولة..
أعجبني "أغيري" مدرب مصر عندما قال: منتخب مصر ليس صلاح فقط!.. وهو محق، فصلاح ضمن 11 لاعبًا يؤدي دورًا كما غيره، رغم أنه واقعيًّا بنظر المصريين الكل في الكل، وآمالهم معقودة بأقدامه.. أغيري إذا نجح في وزن المعادلة بين صلاح والبقية يكون قد نجح بتذويب الفوارق الفنية والمعنوية "الاحترافية" بين الطرفين كنجاحه في إعادة ثقة المصريين بمنتخبهم "هجوميًّا" وإخراجهم من تحت جلباب حسن الذكر الكابتن "حسن شحاتة"، الذي زرع الهجوم بأوصال الكرة المصرية سنوات، رغم عبث "كوبر" الذي قتل الحس الهجومي بالمنتخب وحوله لدفاعي بحت أمم إفريقيا 2017 ومونديال 2018.
مصر تبدأ مشوارها الإفريقي الليلة بسلاح صلاح ونهج أغيري وتطلعات مئة مليون مصري، هذا هو التوقيت المثالي لإعادة لقب فقدته السنوات الأخيرة على طريقة بيدي لا بيد عمرو، الأفارقة يؤمنون بفرضية صاحب الأرض هو صاحب اللقب.. فهل تفعلها مصر؟!