مؤامرة إسقاط الاتحاد والنصر
نظرية المؤامرة Conspiracy Theory هي عبارة عن إرجاع كل شيء كوارثي أو سلبي أو غير محبب إلى المؤامرات، بحيث تفسر الأحداث بما تحمله في مضامينها وصيغها دلالات على التآمر لتدحض كافة الأدلة والبراهين المتاحة والدامغة تعزيزًا لموقف جهة معينة توظف هذا الحدث من أجل الهروب من المسؤولية أو تبرير إخفاق أو الاستفادة من إرهاصاته، ولقد انتشرت بشكل واسع في الآونة الأخيرة مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وباتت بضاعة تباع وتشترى فلا يكاد يبرز حدث على السطح في أي مجال إلا وتجد نظرية المؤامرة حاضرة معه.
والواقع أن التاريخ مليء بمثل هذه المؤامرات المصطنعة، ولعل أبرزها اغتيال الرئيس الأمريكي الخامس والعشرين جون كينيدي في عام 1963، وكذلك تحميل منظمة الصحة العالمية مسؤولية تطوير بعض الفايروسات بدلاً من القضاء عليها وفق نظرية وليام دوجلاس التي ظهرت في عام 1974، أو معاداة السامية التي عادة ما تجيشها إسرائيل لاستعطاف الغرب بين حين وآخر.
والحقيقة أن الساحة الرياضية أيضًا شهدت استخدامات متعددة لهذا المصطلح، حيث استخدمت نظرية المؤامرة كشماعة لتمرير بعض التجاوزات مثل الإطاحة بمارادونا وأوجيه سيمسون سابقًا وبلاتر في الماضي القريب وغيرهم، بل وحتى محليًّا تردد هذا المصطلح كثيرًا سابقًا، أما حاليًا فما يدور في النصر من عزوف المرشحين وبقاء كرسي الرئاسة شاغرًا لفترة طويلة ـ قبل أن يحسم وفق ما هو متوقع اليوم ـ كما يرى الكثير من النصراويين أن ذلك عبارة عن مؤامرة تحاك من قبل هيئة الرياضة ضد ناديهم دعمًا لغريمهم الهلال الذي في المقابل يرى مشجعوه أن بطولة الدوري في العام الماضي جيرت لمصلحة النصر بفضل مؤامرة حيكت في ليل أظلم، بينما يرى بعض الاتحاديين أن هناك مؤامرة تعد في الخفاء لإسقاط الرئيس الجديد أنمار الحايلي، أما الأهلاويون فيؤكد كثير منهم أن التراجع الكبير الذي شهده فريقهم في الموسم الماضي كان بسبب مؤامرة تعرض لها فريقهم.
وتعليقًا على ذلك فإنني سأكتفي باستعارة ما قاله ماثيو غراي في مؤلفه "النظريات التآمرية"، فأقول يا هؤلاء ابحثوا عن مصدر مشاكلكم في الداخل وليس في الخارج.. أي بالعامية "العلة فيكم فلا ترموها على غيركم".