رأيي..
لا تحرمني منه!
ـ كان يتحدث عن الكُتّاب، نباهة كاميلو خوزيه سِلّا قادته إلى القول: “وإذ تَعُوزهم الكفاءة لتحديد أدوارهم، فإنّهم يُحبّذون تحديد أدوار غيرهم”!.
ـ بما أننا، كلّنا، وببركات السوشال ميديا، صرنا كُتّابًا، صار يمكن لهذا القول أن ينطبق على الجميع!. والدلائل على شموليته للجميع واضحة بكامل شروط السخرية!.
ـ تكتب، فيُردّ عليك: ليتك كتبت كذا!. تُبحلق في هذه الكذا، تجدها بين أمرين: كلمة مرادفة لكلمة، أو فهمًا آخر للعبارة لم تقصده، ولا تحتمل عبارتك معناه!. وفي الحالتين، وحتى في الحالة الثالثة الأكثر ضجيجًا حيث الاعتراض الخشن، تقول في نفسك: ولم لا يكتب هو ما يريد بالصيغة التي يريد!.
ـ تكتب، فيُردّ عليك: ليتك تكتب عن الموضوع الفلاني، ليتك تعطينا رأيك في الأمر العلّاني!. تُحدّثك نفسك بما سبق لها أن حدّثتك به: لِمَ لا يكتب هو في الفلاني والعلّاني الذي يشغله؟! لماذا لا يتابع من يشغلهم الهمّ الذي يشغله ويتركني لما أحب أكتب فيه حسب طاقتي وقدرتي وهواي؟!.
ـ تكتب هذه أحبّ عشر أغانٍ بالنسبة لي، هذه أجمل عشرة أفلام شاهدتها، هذا أفضل مسلسل تابعته في الموسم، فيُردّ عليك: لا، أحب عشر أغانٍ بالنسبة إليك يجب أن تكون، ويُعدّد أغانيه المفضّلة!.
ـ “كن محايدًا”، “اترك السياسة لأهلها”، تروح إلى حسابه، تجد أنه كتب، أو أعاد تدوير كتابات، تناقض مبدأ الحياد “الوهمي” ولم يترك السياسة في حالها!. هو فقط كاره لرأيك وموقفك: تقريبًا، كل من يقول لك ما شأنك بتركيا، له شأن في مصر!.
ـ وفيما يخص كرة القدم حدّث ولا حرج، يدهنون سَيْرَك بكلمات إطراء، ثم يطلبون منك ما لو طبّقته ونفّذته لكنت حجرًا: مطلوب ألا تشعر وألا تحس وألا تتفاعل بحجّة أنك مثقّف!. يا سيدي أنا في غنى عن هذه الشهادة وعن هذا الوصف، لكن اتركني أحيا كما أريد!.
ـ ويكتب تركي آل الشيخ تغريدة يمتدح فيها الفنان رابح صقر، يشبهه فيها ببليغ حمدي، وتنهال الآراء معترضة ومصححة، وكأنها مسؤولة عن إدارة ذوقه الشخصي والخاص به كمغرّد!، ينتقي مداخلة كريمة، وعلى صاحبها يردّ: “رأيي.. لا تحرمني منه”!.