«الاحتراف الخارجي» ليس مجرد كرة قدم
... بل أسلوب حياة، فمن الممكن التأقلم مع المدرب وخططه وتكتيكه لكن التعايش أمر آخر له علاقة بشخص وفكر اللاعب وقدرته على التحمل.. تجارب العرب بأوروبا ثرية/ ناجحة لكن المصريين "ماكلين الجو كله"..
شمال إفريقيا مميزون احترافيًّا، لأسباب ذات علاقة باللاعب وبيئته وحاجته الماسة للمادة.. نماذج عديدة بالبريميرليج لمصريين نجحوا بلعبة الاحتراف، أحمد حسام "ميدو" حسام غالي، عمرو زكي، حسين حجازي، أحمد فتحي، محمد ناجي "جدو"، محمد النني، محمد صلاح، رمضان صبحي، وأحمد المحمدي.. "عمدة المصريين" بالملاعب الأوروبية بخبرته بالكرة الإنجليزية.. وأخيرًا الدولي محمود حسن "تريزيجيه" لاعب قاسم باشا التركي لأستون فيلا الذي يلعب له المحمدي..
تريزيجيه لاعب مباشر لا يتفلسف كثيرًا، مهاجم مشاغب يسجل الأهداف آخرها ضد زيمبابوي كأس إفريقيا الأخيرة، نجاحه مع المنتخب والفريق التركي جذب أنظار الإنجليز إليه.. يعجبني اللاعب الذي ينقله ذكاؤه من فريق لآخر ومن دوري للثاني انتقال مرحلي تصاعدي أنجح وأنضج، وبتجربة صلاح في الملاعب الأوروبية خير مثال إلى أن وصل لعرش أوروبا مع ليفربول..
فوز المنتخبات العربية بالبطولات القارية يمهد انتقال لاعبيها للدوريات الأوروبية ويعزز تواجد العرب هناك.. الجزائر بطل إفريقيا هل نرى نجومًا جددًا هناك؟
ولماذا عرب إفريقيا هم الأكثر نجاحًا وتواجدًا واستمرارية بأوروبا من عرب آسيا؟ رغم وجود نماذج مشرفة "حالات استثنائية" العماني علي الحبسي رغم أنه بدأ احتياطيًّا على الدكة 3 سنوات، لكنه لم يصب باليأس أصبح بعدها من اللاعبين العرب البارزين في أوروبا، لاعبونا ليسوا مؤهلين بعد للاحتراف الخارجي رغم المبادرات الفردية..
اللاعب المحلي لا يملك العقلية الاحترافية التي تؤهله للعيش في أوروبا، لذا نجده معزولاً عن الاحتراف..
كم لاعبًا خليجيًّا فاز بجائزة أفضل لاعب بآسيا لم يخض تجربة احترافية أوروبية، ياسر القحطاني، ناصر الشمراني، خلفان إبراهيم، وأحمد خليل.. رغم أنه لا تنقصهم المهارة الفنية.. وتبقى تجربة احتراف لاعبينا بالخارج ناقصة/ مشوهة لطالما تعايش اللاعبون مع أنفسهم بقصور عاجية صنعوها لذاتهم لا تتطابق والواقع ومستواهم السيئ..
لاعبونا روحهم متضخمة جدًا لا يريدون البدء بنادٍ متواضع يتدرج بعد ذلك إلى أن يثبت نفسه كما اللاعبين العرب الأفارقة وشتان بين الاثنين في الميزان..