2019-08-01 | 01:49 حوارات

أول امرأة تشارك في رالي عسير تعلن التحدي وتكشف الأسرار
يارا: أوقفتُ تنمّر الرجال

حوار: عبد الرحمن مشبب
مشاركة الخبر      

لم يمنع عملها في أحد البنوك، ورعاية طفلها البالغ من العمر ثمانية أعوام، المصرية يارا شلبي، المتسابقة في رالي عسير 2019، من ممارسة رياضتها المحبَّبة، والمشاركة في سباقات دولية، بل تحقيق إنجازات عدة. تعد أول امرأة تشارك في الراليات التي نُظِّمت في الإمارات، والمغرب، والأردن، وحاليًّا رالي عسير.
تعرضت لحادثين، أصيبت في الأول بقطع في الرباط الصليبي في الركبتين، وتوقفت عن المشاركة في السباقات لمدة تسعة أشهر، أما الثاني، فوقع خلال التمارين، وعادت مرة أخرى إلى ممارسة هوايتها المفضلة.
في حوارها مع “الرياضية”، كشفت يارا أنها تحب المغامرة لا المخاطرة، مؤكدةً أنها جاءت إلى السعودية من أجل المنافسة في الرالي لا المشاركة فقط، ولأنها المرأة الوحيدة في السباق، فإنها ستعمل على منافسة الرجال والتفوق عليهم.
01
بدايةً، حدِّثينا عن دخولكِ عالم الراليات؟
دخلت هذا المجال فعليًّا قبل سبعة أعوام، وتحديدًا في مصر. كان حلمي ممارسة هوايتي المفضلة، قيادةُ السيارات في الراليات، والحمد لله، تحقَّق ذلك في مصر، ما أسهم في مشاهدتي أماكن رائعة في الصحراء المصرية لم أتخيَّل يومًا أنها موجودة، إلى جانب صحارى الإمارات، والأردن، والمغرب، وقطر. الرالي كان حلمًا وتحقق منه جزء كبير.
02
هل تتذكرين تفاصيل الرالي الأول الذي شاركتِ فيه؟
نعم، أتذكَّر أنني تهت، وتعرضت إلى مشكلات وأعطال في السيارة، لكنَّ هذا منحني حافزًا كبيرًا، وإرادة قوية في السباق الثاني الذي دخلته بهمة عالية، وفعلًا تداركت سلبيات الرالي الأول في مصر، وحصلت على المركز الثاني، فانهالت عليَّ الدعوات من أكثر من فريق للانضمام إليه.
03
لماذا اخترتِ سباقات الرالي؟
لأنها ممتعة ومشوِّقة، وأجد فيها نفسي، وبشكل أدق أحب الرياضات التي تتضمَّن التحدي والمغامرة والسرعة، ولا أقصد هنا المخاطرة، كذلك مارست رياضة "الباراموتر" أي الطيران بالمظلات بواسطة محرك، إلى جانب قيادة الدراجات النارية.
04
هل حققتِ نتائج إيجابية خلال مشاركاتكِ السابقة؟
حصلت على المراكز الثلاثة الأولى في عدد من الراليات، منها رالي الفراعنة في مصر أعوام 2014 و2016 و2018، وفي دبي حققت المركز الـ 11. كان بعضهم يعتقد في البداية أنني أشارك لغرض المشاركة فقط، لكنَّ نتائجي أثبتت العكس.
05
بماذا تصفين مشاركتكِ في رالي عسير 2019؟
المشاركة في راليات السعودية حلم وتحقق. كنت أسمع عن الصحراء السعودية، ومتعة القيادة فيها، وقد شاركت في راليات في صحراء الإمارات، وتعرَّفت عليها جيدًا، وكذلك الحال مع الكثبان الرملية في المغرب، وتنوُّع التضاريس والرمال في عدد من الدول، وحاليًّا أتشوَّق للمشاركة في سباقات الصحراء السعودية التي رأيتها في شاشة التلفزيون.
06
ما الذي منعكِ من المشاركة في راليات السعودية بعد فتح المجال للنساء بالقيادة؟
بعد السماح للنساء بالمشاركة في السباقات، حاولت المشاركة في رالي حائل العام الماضي، لكنني فشلت في الحصول على التأشيرة، وكنت على اتصال دائم مع الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية قبل المشاركة في رالي عسير 2019، فقدموا لي كل الدعم، والحمد لله، حصلت على التأشيرة.
07
ماذا يعني لكِ أن تكوني أول سيدة تشارك في راليات السعودية؟
أشعر بالفخر والسعادة بهذه الأسبقية، بأن أكون أول سيدة تحصل على تأشيرة "متسابقة سيارات"، وأتمنى أن أكون مثالًا يحتذى به لكل امرأة تريد المشاركة في الراليات، أو لديها الرغبة في ذلك.
08
كونكِ المرأة الوحيدة، هل لديكِ القدرة
على تحدي المتسابقين في رالي عسير 2019؟
أتحدى المتسابقين باستمرار في أي سباق، وأتوقَّع أن أحصل على أحد المراكز الأولى في سباق فئة T1، وأدعو الله أن تكون السيارة في كامل جاهزيتها بعد إجراء الكثير من التعديلات عليها.
09
هل لديكِ شركات راعية؟
حاليًّا أبحث عن رعاةٍ، وتساعدني في ذلك عائلتي، التي أعدُّها الداعم الأكبر لي، وأتمنى أن أجد الدعم لأشارك في جميع البطولات التي تُنظَّم في السعودية، ولدي أمل كبير بأن أشارك في رالي داكار.
10
ما شعوركِ وأنت المرأة الوحيدة التي تنافس الرجال في هذا السباق؟
في جميع مشاركاتي السابقة، كنت المرأة الوحيدة في الرالي، سواءً في الأردن، أو مصر، أو المغرب، لذا أعدُّ الوضع طبيعيًّا.
11
هل يعدُّكِ المتسابقون الرجال منافسةً لهم؟
كان المتسابقون يتنمَّرون علي، ويقلِّلون من نجاحي وقدرتي على المنافسة في مصر، لدرجة أنهم كانوا يقولون لي: النساء لا يستطعن القيادة فما بالكِ بالمنافسة في السباقات. لكن حينما بدأت في تحقيق نتائج جيدة جدًّا، تغيَّرت فكرتهم هذه، وأخذوا يتعاملون معي باحترام، إذ أثبت لهم وبجدارة، أن هناك نساءً يستطعن تحقيق نتائج جيدة متى ما كان هدفهن النجاح وليس المشاركة فقط.
12
كم عدد أفراد فريقكِ في السباق؟
يختلف فريق العمل من بطولة رالي لأخرى، لكن في رالي عسير سيضم فريقي علاء الشتيوي، ملَّاح، وكان قد دعمني سابقًا في تجهيز سيارتي.
13
هل تعرَّضتِ لحوادث، أو مواقف صعبة؟
نعم، تعرَّضت لحادثين خلال مشاركتي في السباقات المصرية، حادث خلال التمارين، وآخر حينما كنت أقود دراجة في أحد السباقات، وقد أصبت بقطع في الرباط الصليبي في الركبتين، وبقيت ثلاثة أشهر لا أستطيع الحركة، واستمر علاجي تسعة أشهر، لكنني عدت إلى ممارسة هوايتي، لأنها رياضة تستحق المغامرة والمتعة.
14
كيف تنظمين وقتكِ بين المشاركة
في الراليات والوجود مع عائلتك؟
إذا وضع أي شخص عوائق أمامه، فلن يتطور أبدًا، ولن يحقق أي إنجاز. الحمد لله، أرتب أموري، وأخصِّص وقتًا لكل عمل وواجب سواء كان عائليًّا، أو يخص عملي، أو مشاركتي في الراليات.
15
ما طموحاتكِ المستقبلية؟
أتمنى إنشاء مدرسة دولية في السعودية لتعليم الراليات، تركز على النساء، لتكون نقطة انطلاق للمرأة، كما أعشق رياضة أخرى، وهي "الباراموتر"، وأسعى إلى تحقيق نتائج كبيرة فيها على مستوى العالم بعد تحقيقي المركز الخامس العام الماضي.
16
ماذا تعلمتِ من مشاركاتكِ في السباقات الماضية؟
في كل سباق أتعلم شيئًا جديدًا، وهذا ما يجعل المتسابقين يتطورون بشكل سريع، ففي كل تمرين في الصحراء، أكتشف أمرًا كان غائبًا عني، إضافة إلى أن اختلاف السيارات من بطولة لأخرى، أفادني كثيرًا بمعرفة العديد من الأشياء.
17
مَن الداعم الحقيقي لكِ؟
في الجانب المعنوي، عائلتي أول مَن دعمني وشجعني، إلى جانب أصدقائي في السباقات المصرية، الكل يدعمني، وكذلك الحال في السعودية. وجدت احترامًا كبيرًا منهم، وتشجيعًا لا مثيل له، حيث كشفوا لي الطريقة الأنسب للنجاح في رالي عسير 2019.
18
رسالتكِ إلى أي امرأة ترغب في اقتحام عالم الراليات؟
أقول لها: المنافسة في سباق الرالي ليست صعبة، ولا مستحيلة، ولابد أن تخوضي التجربة، وتمارسي هذه الهواية، والأهم من ذلك أن تستمتعي بها، وألَّا تفكري في أي مشقة تعترضكِ، صحيح أن هناك صعوبات كثيرة، لكنَّ متعتها أكبر، وستشعرين بها حينما ترين نتائجكِ الجيدة في نهاية السباق.