2019-08-01 | 22:23 مقالات

إعلام وأشياء أخرى

مشاركة الخبر      

صناعة الإعلام المؤثر لا تحتاج للمال فقط، ووجود القنوات والوسائل الإعلامية بكثرة لا يعني بالضرورة أنه إعلام مُقنع، في الإعلام السياسي لا يكفي أن تحافظ على جبهتك الداخلية.
وحتى تعرف مدى تأثيرك الحقيقي ونسبة نجاحك إعلامياً، عليك أن تحسب كم نسبة الإقناع الذي أنجزته في جبهة الطرف الآخر، وكم كان تأثيرك في جمهورهم، وحتى تنجز ذلك عليك أن تكسب مصداقية كبيرة وتقدم ما هو أبعد من المادة السياسية، وتصل إلى ما هو ثقافي وترفيهي ممتع، جامعاً به كل شرائح الجمهور وبذلك تستطيع أن تؤثر.
ـ الجمهور لا يحدد المحتوى، الإعلام ليس ما يطلبه الجمهور، الإعلام هو من يصنع ويحدد ما يشاهد، ومن واجب المؤسسات الإعلامية أن تصنع ما يدهش المشاهد ويقنعه ويجعل منه متابعاً بإعجاب وبقناعة، أن يأخذ عين المشاهد إلى مناطق جديدة بصورة دائمة حتى لا تمل العين ولا تتكرر المواضيع، وأن يصبح الجديد جديداً حقيقياً، كلمة الجمهور “عاوز كده” هي من صنعت واقعاً شكله كده..
ـ الفارق بين الإعلام العربي والغربي هو نفس الفارق بين الصناعات الغربية وبين الصناعات العربية، بعض البرامج في لبنان وإن اختلفت مع المحتوى، لكنك تتفق على قدرتهم على الصناعة، تكاد تكون الصناعة اللبنانية هي أفضل ما توصلت إليه الشاشات العربية، الأفضل هنا على مستوى عربي، لكن المستوى العربي بصورة عامة هو مستوى غير مؤثر وغير ممتع على الجمهور العربي بالصورة التي يستحقها هذا المشاهد.
ـ برامج التوك شو بدأت في الغرب وفي أمريكا، لكن تلك البرامج لم تعتمد على مقدم برنامج يتحدث لمدة ساعتين مع عرض بعض الصور واللقطات، بل كانت ومازالت لديهم مليئة بالتقارير والضيوف والفقرات ما يجعل المحتوى ثرياً وبإيقاع متصاعد، يقف خلف المذيع طاقم من “الحريفة” والفنيين المهرة وميزانية مالية تصرف بالطريقة الصحيحة على الشاشة، أن ننقل الفكرة إلى شاشاتنا العربية أمر لا عيب فيه، لكن يجب ألا نقلد الصورة ونترك ثراء المحتوى، برامج التوك شو العربية غالباً تدل على أمرين، لا توجد ميزانية كافية، أو توجد ميزانية لكن لا توجد عقول قادرة على الصناعة بصورة سليمة.