الممثلة التونسية تتذكر بداياتها السينمائية.. وتكشف عن موقفها درة:
التناقض لعبتي
أمضت درة، الممثلة التونسية، نحو خمسة أعوام من العمل الفني في بلادها قبل الانتقال إلى الفن المصري، الذي منحها بدءًا من عام 2007 سمعة واسعة سينمائيًّا وتلفزيونيًّا.
في حوارٍ مع "الرياضية"، قالت درة: إنها تشاهد أعمال المخرجين، الذين ستعمل معهم، قبل بدء تجسيد الشخصيات المسندة إليها.
01
بدأتِ مشواركِ السينمائي في مصر عبر فيلم "هي فوضى" مع الراحل يوسف شاهين، المخرج، هل أثَّر ذلك في اختياراتكِ الفنية؟
نعم، من حسن حظي أنني بدأت في السينما مع الراحل شاهين الذي منحني دروسًا مهمة فنيًّا، لذا أصبحت أختار الأعمال التي لا يكون الربح التجاري هدفها الوحيد، بل وأن تناقش قضية وترسل رسالة. عندما يصلني أي سيناريو أقرأه، وأسأل نفسي: ما النتيجة التي خرجت بها؟ هل أضاف لي شيئًا جديدًا؟ وعندما أجد إجابات مقنعة، أقرِّر المشاركة في العمل.
02
لكن عند عرض العمل يُفاجأ الفنان بشيء مختلف عن ذاك الذي شارك فيه.. هل سبق أن تعرضتِ إلى هذا الأمر؟
كلا، لأنني أهتم للغاية بمَن سيُخرج العمل الفني. يجب أن يمتلك رؤية ووجهة نظر خاصَّتَين، وليس شرطًا أن يكون خبيرًا، لأن عددًا من المخرجين الجدد، حققوا قفزات قوية سينمائيًّا. عندما أقرر المشاركة في عمل ما، أبحث عن الأعمال السابقة للمخرج، وأتابعها حتى أستخلص منها وجهة نظره، بعدها نعقد جلسات عمل لمناقشة الشخصية التي سأجسِّدها.
03
صرَّحتِ بتفضيلكِ تجسيد الشخصيات المعقدة نفسيًّا.. لماذا؟
أحرص على الابتعاد عن الأدوار النمطية المستهلَكة، وأحب الشخصيات المركَّبة لإظهارها قدرات الفنان. أكثر الشخصيات المركَّبة التي جسَّدتها في تاريخي الفني، كانت في أفلام "مولانا"، و"كذبة كل يوم"، و"حفلة منتصف الليل"، ومسلسل "دلال". الشخصيات التي تحمل مشاعر مختلفة ومتناقضة تجذبني من جهة، ولا تصيب الجمهور بالملل من جهة ثانية.
04
قدمتِ الكوميديا في أكثر من عمل سينمائي، مثل "سامي أكسيد الكربون" مع هاني رمزي و"بابا" مع أحمد السقا قبل أن تبتعدي عنها أخيرًا.. لماذا؟
أنا لست ممثلة كوميدية. هذه الأفلام كوميديا موقف. الشخصية جادة، لكن الكوميديا "لايت" وتنبع من الموقف. الأمر ذاته ينطبق على فيلم "تصبح على خير" مع تامر حسني.
05
توصفين بالمحظوظة، لأنكِ عملتِ مع عدد من الأسماء الضخمة فنيًّا.. هل يتدخل ذلك في اختيار أعمالكِ؟
هناك عاملان مهمان يحددان اختيار العمل من عدمه، الشخصية ذاتها، والزملاء الذين سأقف معهم أمام الكاميرات، وكذلك المخرج كما ذكرت. من المهم أن يجمعنا التفاهم حتى نخرج بعمل جيد، ومن المهم أيضًا ألَّا يكرر الفنان شخصية قدمها سابقًا.
06
البطولات الجماعية فرضت نفسها أخيرًا، فهل مات حلم البطولة المطلقة بالنسبة لكِ؟
لا أنكر أن البطولة المطلقة تلفت النظر أكثر إلى البطل، لكنني أرى أن العمل الجماعي القائم على الحبكة الدرامية أفضل. الملاحظ أن البطولة المطلقة لم تعد موجودة، إذ يفضل المشاهدون الأعمال القائمة على البطولة الجماعية.
07
يتركز نشاطكِ على السينما والدراما التلفزيونية، فأيهما أقرب إليكِ؟
أفضِّل العمل المتميز فنيًّا، لكنني أعشق السينما. لا أشعر إلى الآن أنني تشبَّعت منها وحققت طموحي فيها، فهناك نوعيات من الأفلام لم أقدمها ولم تعد مع الأسف تطرَح كثيرًا، مثل الأفلام الرومانسية والاجتماعية، والدراما بديل عن غياب أدوار سينمائية أتمناها.