لا تغضب!
ـ لا تغضب!. يأخذك الغضب دائمًا إلى منطقة لا تريدها!. لا يكتفي، يُلزمك بالدفاع عنها، عن هذه المنطقة التي ليست لك ولا أنت تريدها، وتدري أنها احتلّتك ولم تحتّلها وامتلكتك ولم تمتلكها!.
ـ ليس صحيحًا قول أحدنا: "وماذا أفعل هذه طبيعتي"!. كثيرًا ما سمعتُ مثل هذه التبريرات الخائبة!. المسألة حتى وإنْ كانت جِينَات، فإنها لا تصلح عذرًا!.
ـ لا الجِينَات، ولا سماجة تحليل الأبراج طبعًا، كافية لتقبّلك وضعك الغضوب وعصبيّتك الزائدة عن الحدّ، خاصةً إنْ كنتَ جرّبت متاعب الغضب على نفسك وإرهاقه لأعصابك، وتأكّد لك بنفسك على نفسك كم من الأخطاء أوقعك فيها هذا الغضب، بانفلات لسان تمنيّت رجوع الزمن لتحاشيه، أو بتصرّف أفقدك وقارك واتّزانك وتدري من الداخل أنه أفقدك هيبتك وتقديرك لذاتك، وربما أفقدك أحبّة!.
ـ تقول حكمة ألمانية: "كل شيء يأتي بالتدريب حتى دخول الجنّة"!. ولا بصفتي حكيم زماني أو مبرّأ من العيب، على العكس تمامًا، أحدّثك عن تجربة، فقد كنت، وربما ما زلت، سريع الغضب والتوتّر والعصبيّة، وبالتالي كثير الزّلّات والخطأ!.
ـ وجدتُ من الأصدقاء والأحبّة من يُوجد لي الأعذار، فإنْ لم يجدها فإنه يحيط العيب بما يزركشه ويخفّف مَصَابه: "سريع الانفعال لكنه طيّب القلب". "يزعل ويرضى بسرعة مثل طفل". "يغضب لكنه لا يحقد". وعبارات كثيرة شبيهة، الأمر الذي ما أن جرّبت مواجهته بنفسي أمام نفسي حتى تأكّد لي أنه ليس جديرًا بالاتّكاء عليه!.
ـ منذ عرفتُ بمشكلتي هذه، والتي لا أزعم أنني تخلّصت منها تمامًا، قررت معالجتها بالتدريب ومواصلة المِران وتجديد المحاولة إثر المحاولة دون استسلام. قرّرت أن أكون أفضل ممّا أنا قبل سنة أو شهر أو حتى يوم. فشلت ونجحت، لكن النِسَب لم تعد متساوية، مع الوقت صرت أشعر بنجاحات لم أتوقّع الوصول إليها، وما زلت أحاول!.
ـ فارغًا لا تكتب. غاضبًا لا تردّ!.
ـ امنح نفسك جَناحيْن علّ وعسى أن تتمكّن من التحليق في الفضاء الأرحب: جناح الصمت وكتم الغضب قدر ما تستطيع، على الأقل إلى أن تتمكّن من النوم والإفاقة!. الجناح الثاني: عدم التردد في الاعتذار عن متى ما آذيت بغضبك وعصبيّتك مخلوقًا!.
ـ الاعتذار في أحيان كثيرة له سرّ القهوة: حلاوته في مرارته!. ثم أنك وما دمت أخطأت فإن عليك دفع الثمن، هذا إنْ كنتَ تُقدّر نفسك!.
ـ يا أيّها الخُلُق الكريم: إن لم تأتني طبعًا، أتيتك تطبّعًا، ولا أُبالي!.