وترحل.. بصوت محمد عبده
طلال مداح ومحمد عبده.. تنافس الـ45 عامًا نقل الطرب السعودي إلى خارج الحدود.. لم تشهد الساحة الفنية سباقًا كما حدث بينهما..
حتى بعد رحيل الأول قبل 19 عامًا التنافس لم يمت..
الطلالييون والمحمديون لا ينفكوا من المقارنة التي يبدو أنها عشق..
القمة مسطحة يقف عليها المبدعون.. المقارنة محاولة لإقصاء النجوم.. هي ليست مباراة أو مبارزة أو لعبة فيها خاسر ورابح.. هو تاريخ طويل وعريض لكليهما.. قدما أعمالاً خالدة.. تفوق فنان العرب لا يحجب "صوت الأرض".. والعكس كذلك..
في ليلة تكريم البدر، ضمن فعاليات موسم الرياض المقررة في 12"نوفمبر".. الأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن عاصر التنافس الكبير وكان أحد صنّاعه، بل في أوقات أشعله.. قصائده تتناقل ما بين العملاقين قبل أن يقع اختياره على أحدهما.. طلال غنى أكثر من 20 قصيدة فيما صدح محمد بما يقارب الثلاثين..
وعندما يستذكر أفضل أغاني "قيثارة الشرق".. فعلى الفور تتصدر رائعة "زمان الصمت".. البدر تألق في واحدة من القصائد التي شكلت هوية الفن السعودي.. وكان الأمير الشاعر على الموعد دائمًا في حضوره.. قدم لطلال "الموعد الثاني".. فكانت أشبه بالسيمفونية الخالدة..
من ينسى عطني المحبة، ويا طفلة تحت المطر.. وقصت ضفايرها.. وسيدي قم..
البدر وطلال شكلا ثنائيًّا في الثمانينيات الميلادية عنوانه.. الفن الأصيل..
ولو قدّر وكرّم البدر في التسعينيات فلن يقف على خشبة المسرح سوى طلال مداح "رحمه الله" ومحمد عبده..
فنان العرب يقف وحيدًا في ليلة تاريخية.. ولكن لديه خزينة من القصائد الرنانه للبدر..
صوتك يناديني.. أبعتذر.. الرسايل.. جمرة غضا.. لا تجرحيني.. مركب الهند..، ما سبق لا يقل حضورًا عن ما قدمه طلال.. لكن حسب وجهة نظري و"أنا عاشق للفنانين" فإن قصائد بدر الطلالية تتفوق.. طبعًا لو طلب منّي الاختيار مكرهًا وإلا في المجمل كل قصيدة أفضل من الأخرى..
بالعودة إلى التنافس بين النجمين، فإنه من النادر أن تسمع لأحدهما أن يغني للآخر..
الجمهور كان يتمنى أن يسمع طلال يغني أرفض المسافة أو أبعتذر، وحتى وهو يغني "جمرة غضا" غيّر لحنها.. ومحمد أيضا رفض الفكرة في كل حفلاته لا يردد أغاني طلال مطلقا..
في ليلة البدر.. لو طلب من فنان العرب أن يغني "وترحل" أو أي من الأغاني التي جمعت الأمير الشاعر وطلال.. هل يقبل أم يرفض؟..