2019-11-05 | 22:21 مقالات

متهورو القيادة.. إلى متى؟!

مشاركة الخبر      

“قيادة المركبة.. فن.. ذوق وأخلاق”.. أكثر عبارة تُسمع ولا تُطبق، أصبحت ظاهرة صوتية فقط.. هنا أتحدث عن البعض.
تلك المقولة لو استمعنا لها جيداً، لابتسمت الطرق والشوارع، ووزعت إشارات المرور الورد.. وقدمت أعمدة الإضاءة “الكافي”، وممر المشاة يأخذنا بالأحضان.. لكن هيهات.
في اعتقادي أن المناهج الدراسية في السابق لم تهتم كثيراً بأسلوب الحياة، منها تعليم الطلبة احترام الأنظمة المرورية وتتوسع في ذلك، اهتمت بأمور أخرى لا أريد الخوض في تفاصيلها.. فمن غير المعقول أن يسأل رجل خمسيني: “كيف أعبر الطريق؟”.. أين كنت طيلة السنوات الماضية؟.. هل هذا الوقت مناسب لسؤالك؟.
مشاهدة شخص يمشي على خط المشاة في السابق كان بمثابة الحلم.. فخط المشاة، الجميع يستخدمه ما عدا المشاة.. انتهكه قائدو المركبات لحين اختفى، وإشارة اعبر أو توقف لا أحد ينظر لها.. “تتعطل ويتم تصليحها” لا أحد يبالي..
الإشارة الصفراء تعني تخفيف سرعة المركبة للوقوف.. البعض يعتبرها مسدس انطلاق لسباق الفورمولا..
قائد مركبة وضع ملصقاً على الزجاج الخلفي.. المقولة ذاتها..”القيادة فن وذوق وأخلاق”.. اشترى الملصق من محل “زينة السيارات” أعجبه تصميمه فقط، انبهر بالخط الجميل الذي كتب به.. “طبعاً هو لم يقرأ العبارة”.. إضافة إلى أن سعره منخفض، “أمر غير مستغرب فلا شعبية لهذه المقولة”.
يزين السيارة بالملصق الجديد.. ينطلق في الشوارع وكأنه ملكها.. أعين القطط أعماها.. الأرصفة صادقها.. خطوط المشاة عذبها.. مركبته تتمنى لو تعتذر بالنيابة عنه لكثرة حماقاته في الطريق.
أول كلمة في العبارة التي وضعها في سيارته تقول إن القيادة “فن”.. لكنه للأسف يتفنن في إغضاب من حوله.. تسأله عن كلمة “فن” لماذا لا يطبقها؟، فيرد عليك بشموخ.. “الفن أن تسمع رابح، وتتابع القصبي، هذا هو الفن”..
تتمالك أعصابك، وتقول إن شاء الله يكون الأمل في الكلمتين التاليتين، تعيد السؤال ماذا تعرف عن الذوق.. يجيب: “أنا ذوقي حلو في اللبس”..
تشاور نفسك هل أسأله عن الأخلاق في القيادة أو ستكون إجابته أشبه بقيادته.. تجرّب معه، فيقول: “الأخلاق أن تكون شخصاً محترماً وعلى خلق”.. إجابته رائعة.. تقول: “إذاً لماذا لا تطبق ذلك في قيادتك المركبة”.. يجيب بثقة “وش دخل الأخلاق في السواقه؟!”.. انتهى الحوار مع هذا الكائن.
نحن اعتدنا على هذا النوع من قائدي المركبات ممن أتعبوا البشر والطرق و”ساهر”، لكن ما ذنب زوار موسم الرياض من الأجانب الذين اعتادوا على أن تكون القيادة “فن وذوق وأخلاق”؟.
آمل من بعض هؤلاء المتهورين أن يمثلوا بلادهم خير تمثيل داخل بلادهم قبل خارجها، وأن يحترموا الأنظمة المرورية كما يفعلوا عندما يسافرون خارج الوطن.. الأولى بلادنا.