الإعلام الرياضي الغائب الأكبر
حدث إعلامي ضخم تشهده العاصمة الرياض الاثنين والثلاثاء القادمين بانطلاق منتدى الإعلام السعودي في نسخته الأولى، الذي يجمع أكثر من ألف قيادي وإعلامي من دول العالم يتحدث خلاله مئة إعلامي في خمسين جلسة عمل وورشة، تحت عنوان صناعة الإعلام الفرص والتحديات، وبمحاور متنوعة لاستكشاف اتجاهات وفرص الإعلام برؤية مشتركة وتحفيز الإعلاميين نحو الابتكار وتعزيز التنافسية في التغيرات الجديدة في بيئة الإعلام الحالية، في ظل الحراك الكبير الذي تشهده المملكة في كافة المجالات ومناحي الحياة.
هذا الحدث يمثل خطوة في الاتجاه الصحيح للتركيز على صناعة المحتوى والارتقاء بالإعلام المحلي مع التطور المتسارع والتحولات الكبيرة، الذي نشهده في مملكتنا وفرصة ثمينة ليكشف لنا المنتدى أين يقف إعلامنا الآن، والواقع أننا نملك حضورًا كبيرًا وإمكانيات إعلامية نستطيع توظيفها بصورة أكثر فعالية وديناميكية في المشهد الإعلامي، خاصة أن هناك الكثير من التقلبات للإعلام خلال العقد الأخير سواء في صناعة المحتوى الذي يتناوله أو الوسائل المتطورة التي يتبناها أو حتى الانهيارات التي طفت على السطح على العديد من المؤسسات الإعلامية داخليًّا وخارجيًّا، لكننا خلال السنوات الأربع الماضية الذي بدأت فيه حركة التطوير والتغيير الشاملة في المملكة تتسارع، لم نستطع ملاحقة هذه القفزات بالصورة التي تتناغم مع ما نشهده في شتى المجالات، وكانت الحركة بطيئة على مستوى الإعلام بمختلف مستوياته وصوره، وهي فرصة في المنتدى لمناقشة كيفية إعادة بناء إعلامنا المحلي لخدمة المرحلة الجديدة وتطويع الإعلام للسير بنفس الوتيرة التي تواكب التطور الملحوظ.
الملاحظ أن المنتدى رغم المحاور المتنوعة في كافة تفاصيل الإعلام وحضور قامات لها باع طويل، إلا أنه لم يلتفت للإعلام الرياضي الغائب الأكبر عن الحدث وتخصيص جلسة مناقشة يستضيف خبرات مختصة قريبة من الحدث تتناول أهميته وتنامي دوره في منظومة الإعلام السعودي، وأثر وتأثير الإعلام الرياضي في تشكيل الرأي العام وفحوى الرسالة الإعلامية التي يقدمها على المجتمع ودورها كقوة ناعمة خاصة، وأن هناك الكثير من التجاذبات التي تظهر في المشهد تتطلب الأخذ بعين الاعتبار أن الإعلام الرياضي يمثل ركيزة أساسية وهو بحاجة أكثر من أي وقت آخر إلى الأخذ بيده ممن تصدروا المشهد بتقديمهم جرعات سلبية مؤثرة على المتلقي، وكنا بحاجة لأن نفكر بصوت مسموع في مثل هذه التظاهرة الكبيرة، لأن نعيد صياغة الإعلام الرياضي بالشكل الذي يوازي قوته وتأثيره بدلاً من اختطافه من ثلة اهتمت بتحقيق مصالح شخصية عن المصلحة العامة، رامية بما يحدث حاليًا عرض الحائط.