روّض
غضبك!
- شوفوا يا أحبة!، أولًا وقبل كل شيء، وبعيدًا عن تهويمات كاذبة ومخادعة، نعم، هناك من الناس من هو مؤذّي بطبعه، والإيذاء والشّرّ لديه أعلى من مسألة هواية، ويقتربان من كونهما غريزة فيه!. الدنيا ليست ورديّة، ولا كل الأيادي بيضاء، ولا كل القلوب خضراء!.
- ونعم، هناك من “يطيرون بالعجّة”!، يتلقّفون الكذبة ويصدّقونها، وكأنّ الظُّلم مَغْنَم!.
- بالرغم من ذلك، وبسببه، يجب أن نتسلّح بالخُلُق الكريم، والصبر الجميل، وبالفن أيضًا، لمن رزقه الله موهبة الفن!.
- اجمع غضبك، روّض جموحه، واتركه يتخمّر فنيًّا، وبدلًا من أن تهدر وقتك بالرّد على شخص بعينه، في حادثةٍ مغلقةٍ بعينها، رتّب فوضى غضبك، وأعِدْ فكّه وتركيبه، دعّمه بطيشك البريء وما وهبك الله من تدبّر، وأنتج به نصًّا، يمتع ويفيد، ويعمّ بخصوصيته الجميع!. نصًّا يمكن له، بعيدًا عن مصدره البدائي الهمجيّ، أن يتقدّم،.. تُضاء به عتمة، وتتجمّل به بسمة!.
- البهجة لا تؤجّل، ومن الخطأ في حق نفسك وفي حق السعادة أن تؤجّل الفرح!. ولماذا تؤجّله؟! تريد السرور؟! ها قد أتاك فانعَم به واحمد الله عليه. ما يُمكن تأجيله والصبر عليه هو الغضب!. ليس في تأجيله وتدويره وعجنه بصبرك وخُلُقك وأدبك وفنّك غير الخير بإذن الله. ومن الخير اكتفاء الشر، والامتناع عن السوء ورفضك الانقياد إليه واللعب على أرضه حيث البغض والضغينة والشناءة!.
- ليس أخسر ممّن يكسب صراعًا، أو نزالًا، على أرض كراهية وضغينة!.
- تجنّب هؤلاء، بأقل قدر من الضرر. في القلب أقم مأدبة العفو قدر ما تستطيع!. إن أردتَ أن تخبرهم بذلك: فافعل!. وإن لم تُرِد أو لم تَقْدِر، فأكرم قلبك بالعفو وهذا يكفي! . لا تُسكنهم قلبك، أحبابك أَوْلى!.
- المسألة ليست سهلة، أدري!. والله أدري!. لكنها بالتمرين وتكرار المحاولة وصدق النيّة تؤتي ثمارها بإذن الله. وجزء من تمرين النفس وترويضها لتجمح بالعفو وتنعم بالسكينة، أن تدعو لمن أساؤوا إليك بالخير في صلاتك!.
- وإن أمكنك أن تُشركهم في صَدَقَةٍ لوجه الله، فافعل!. ففي هذا خير كثير بإذن الله، تذكّر دائمًا أنّ الله هو الغنيّ. هذا يعني أن بإمكانك إشراك الأحياء والأموات بريال واحد تتصدّق به، لا تُنقص الكثرة من أجر أحد فيما لو تقبّلها الغنيّ الكريم!.
- جرّب مسألة إشراكهم معك في أجر الصّدَقة، ولسوف تكتشف العجب الذي يطيب لك بإذن الله: ينشرح صدرك ويلين قلبك، وتشعر أنّ الدنيا وما فيها ملك يديك!.