مقبرة
الأهلي
لا يزال الوضع الرياضي يعيش التنافس النصراوي الهلالي العام إعلاميًّا وجماهيريًّا، وخلاف ذلك فإن بقية الأندية لا يتجاوز دورها كمالة العدد، وشاهد العصر هذا الاحتكار المتمدد والمتكرر.
الحديث عن التنافس لا يقتصر على مدى قوة فريقك داخل الملعب، بل إن الأمر بحاجة إلى أبعاد أخرى إعلامية وحضور إداري وشرفي لإعلان رغبة أي ناد بتقديم نفسه كمنافس وليس مجرد كومبارس.
ما سبق هي أهم مواصفات الأندية الكبيرة التي لا يميزها عن الأندية الصغيرة سوى تأثيرها الجماهيري والإعلامي والشرفي بشكل جماعي لا يقبل واحدًا دون آخر، وهو ما لا يتوفر الآن خارج أسوار النصر والهلال.
في الأهلي تحول الأمر إلى ما يشبه المقبرة ومن يتتبع أخبار هذا الكيان لا يجد ما يشير إلى الحياة، مشرف يتحدث مع نفسه ورئيس لا أعتقد أن أحدًا يعرفه خارج أسوار ناديه، وجماهير وإعلام بين عازف وفاقد للأمل.
هذه النسخة من الأهلي وإن اتفق الجميع على قدرة لاعبيها كأسماء إلا أن من يقودها أقل بكثير من صناعة أهلي يصنع الحدث، فالأهلي إداريًّا وشرفيًّا بحاجة إلى نجوم كالسومة وسوزا وجانيني وبلايلي.
النجومية للفرق الكبيرة لا تقتصر على الملعب، والأهلي خال من النجوم إداريًّا، بل إن أفضل إداري أو شرفي في الأهلي الحالي لن يجد لنفسه مكانًا في أقل فرق الدرجة الأولى إمكانيات.
بل إن الأمر الإداري والشرفي في الأهلي حقق وبجدارة تلك المقولة، “رضينا بالهم والهم ما رضي فينا”، إذ لم يكتفوا بقتله إعلاميًّا وجماهيريًّا، بل تسابقوا إلى تقزيمه “إنت أكثر وأنا أكثر” بصراعات وتحزبات.
يقول لي أحد اللاعبين إننا لا نهتم لما يفعل الرئيس والمشرف فيما بينهما، وهو أمر ظاهره جيد بعزل الفريق لنفسه، ولكن باطنه أن من يقودون الأهلي بلا كاريزما أو تأثير في نظر لاعبي فريقهم.
وهذا يعني أن لاعبي الفريق أكثر واقعية وذكاء من جماهير ناديها وإعلامه، الذين يجب أن ينضموا إلى اللاعبين في تهميش الرئيس والمشرف والإمساك بزمام قيادة النادي مع اللاعبين.
لن يستطيع الأهلي تحقيق أي شيء ما لم يصنع الحدث، وما لم تبادر جماهيره بقيادة ناديها من المدرجات، وما لم يجتمع إعلامه على لا للمشرف ولا للرئيس ولا لأهلي يعيش في الظل “تعيسًا”.