أخطاء نرتكبها
بحق الوطن
لا جدال أننا نعيش في حقبة زمنية مغايرة ومختلفة تمامًا فيما يخص القطاع الرياضي في كافة أشكاله وألوانه، وأمام أحداث رياضية متسارعة وشاملة لم تشهدها المملكة في تاريخها ألبتة، وهذا الزخم البانورامي من التنوع هو نتاج طبيعي لرؤية ثاقبة لأن تكون الرياضة ركيزة أساسية وأحد المفاصل الرئيسة في رؤية المملكة.
ولم يقتصر الأمر على استضافة الأحداث العالمية التي فاقت مئات الفعاليات خلال فترة زمنية قصيرة، أو إنشاء اتحادات رياضية جديدة تصل إلى 60 اتحادًا، بل تزامن ذلك مع تأهيل الشباب والشابات في دراسة التخصصات المرتبطة بالرياضة، كونها أهم أدوات تعزيز دور المملكة الرياضي، وهنا لا بد من التنويه والإشادة بجهد ودور اتحاد الإعلام الرياضي وخطواته النشطة في البرامج التدريبية، ومنها تمكين العديد من طلاب الجامعات في إعدادهم بتخصصات رياضات جديدة.
كمتابع وراصد أجد أن الجهات المرتبطة بتلك الفعاليات سواء وزارات أو هيئات أو مؤسسات إعلامية ووسائلها لم تقدم ما يوازي تلك الحركة الدؤوبة من الرياضات، ولنضرب مثلاً قريباً بهيئة السياحة وهي معنية ضمن أهدافها للترويج للسياحة والتراث بجميع جوانبها، بل تمثل الهيئة ركنًا أساسيًّا ضمن رؤية المملكة للسياحة، لكنها أخفقت وبدرجة امتياز في استغلال أحداث يتم احتضانها، لعل أقربها الحدث العالمي رالي داكار الذي طاف العديد من مناطق المملكة ومحافظاتها، وجاب الكثير من تضاريسها الجغرافية التي كانت فرصة ثمينة لأن تقوم هيئة السياحة بدورها، لكنها وقفت صامتة حتى بتغريدة واحدة في تويتر أو شبكات التواصل الاجتماعي الأخرى عن هذا الحدث الكبير، الذي أسدل ستاره أمس الجمعة بعد ثلاثة عشر يومًا من الإثارة والتشويق قطع خلالها المتسابقون أكثر من 7500 كيلو متر بطول صحراء المملكة وعرضها، ولم تكلف نفسها أن تقوم بها لاستثمار مثل هذا الحدث على أرض المملكة واكتشاف العالم ما يحويه الوطن من كنوز جغرافية وأثرية، وقس على ذلك كثير من الجهات أو الوسائل التي ارتمت في أحضان بعض القضايا الرياضية المكررة، وتركت تلك الأحداث تمر مرور الكرام وكأنها حدث جانبي أو هامشي، أما وزارة الإعلام فحدث ولا حرج عن كثير من الغفلة التي تعيشها بقنواتها الأربع الرياضية وغير الرياضية إلا ما ندر.
الشاهد أن هناك قصورًا وتقصيرًا واضحًا يبدأ من المسؤول في كل جهة مرتبطة بمثل هذه المناسبات، والإعلامي كل في موقعه لمواكبة تلك الطفرة، وإن لم يتم إعادة تقييم وتقويم معالجة ذلك الإخفاق فإن الوطن هو الخاسر الأكبر.