2020-02-03 | 22:05 مقالات

مؤامرة كورونا

مشاركة الخبر      

لا يؤمن البعض بنظرية المؤامرة، لأنها تعطّل التفكير، والبعض الآخر يفضلها لكونها تفعل العكس، إذ تفتح آفاق البحث والتقصّي. وفيما يخص الشأن الصحي، فإن هناك من يجزم بأن العالم محكوم بمعامل هندسة وراثية، وبمافيا دولية دوائية منظمة، تقوم بالتحكم فيما يحدث في الكرة الأرضية من أوبئة، بهدف تحديد نسل البشرية من جهة، واستنزاف أموال الدول الغنية من جهة أخرى.
بدأ هذا الشعور، في مطلع القرن العشرين، منذ الإعلان عن أول إصابة بشرية بفيروس نقص المناعة المكتسب “الإيدز”، وهو مرض يصيب الجهاز المناعي ويقلل من فاعليته بشكل تدريجي، ليصاب المريض بعدها بكل أنواع العدوى الكفيلة بالقضاء عليه خلال فترة قصيرة. توالت بعده الفيروسات الوبائية، مثل فيروس “إيبولا” الذي يتسبب في نزيف داخلي، يقتل المصاب به خلال أسابيع، وفيروس إنفلونزا الطيور ثم فيروس جنون البقر ثم فيروس إنفلونزا الخنازير، والتي تصاعدت مخاوفها في العالم كله، ثم خفتتْ بعد اكتشاف لقاحات وعلاجات لها.
اليوم نحن أمام فيروس “كورونا” المستجد، وهو فيروس أشغل الأوساط الطبية، كما أشغل البشرية جمعاء. وهو شكل متطور من فيروس “كورونا” الذي يصيب الجهاز التنفسي، فيتسبب في الحالات البسيطة بإصابة المريض بالزكام، وفي الحالات القصوى بفشل رئوي ووفاة. وحتى الآن لم يتم التأكد من الشعلة التي أطلقتْ هذا المرض، هل هو سوق بيع اللحوم والأسماك في مدينة “ووهان” في الصين، أم في معامل الأدوية، كما يظن مؤيدو نظرية المؤامرة! ومهما يكن الأمر، فالقضية ليست مزحة، فهناك إخلاء للرعايا وعزل للمشتبه بوجودهم في مواقع الخطر، وعمل ليل نهار لإيجاد علاج يوقف التدهور السريع للحالات المصابة به، ولإيجاد لقاح يحمي البشر منه. ولعل المجهود الذي يجب أن نبذله في هذا السياق، توخي الحذر والحيطة، والابتعاد عن كل ما قد يضعنا في أماكن أو أمام حالات قد تتسبب في وقوعنا عرضة للعدوى. نحن لن ننتظر حتى نتأكد من أن الفيروس مصنوع في معامل شركات الأدوية، للإتجار به! صحتنا وصحة أفراد عائلاتنا أهم من ذلك. سنفترض أن الأمر خطير جداً، وسنجتهد أن نقي أنفسنا من عدوى هذا الفيروس الخطير، وألا نكون رقماً مجانياً في أرقام وفياته، لمجرد أننا لا نصدق أنه فيروس حقيقي! لنقبل كل الاحتمالات، ولنصدّق الأرقام التي قرأناها، ولنتخذ كل الاحتياطات اللازمة لحماية أنفسنا.