لماذا فشل
اللاعبون المنتقلون؟
مَن يقرأ تاريخ صفقات انتقال اللاعبين في الدوري السعودي من الأندية الصغيرة إلى الأندية الكبيرة، يدرك أن معظم الصفقات فشلت، ولم يستطع هؤلاء اللاعبون الحصول على أي فرصة للمشاركة في تشكيلة الفريق الأساسية.
كثيرٌ من الأسماء التي برزت مع فرقها السابقة، تصاحبها ضجة إعلامية كبيرة، وفرحة جماهيرية لا حدود لها عند توقيع العقد مع الفرق الكبيرة. تمر الأيام، ويعجز هؤلاء اللاعبون عن إثبات أنفسهم، ليغادروا أسوار النادي في صفقة فاشلة بكافة المقاييس.
بين فترة وأخرى عددٌ من هؤلاء اللاعبين الذين لم ينجحوا، ينسبون فشلهم مع أنديتهم الجديدة إلى وجود شللية في الأندية الكبيرة لا ترحِّب بأي عنصر جديد في فريقها الأول.
أسباب الفشل تبدو مجهولة بالنسبة إلينا، ولا نعرف سببها. هل اللاعب نفسه لم يستطع الانسجام مع البيئة الجديدة، أم أن الأندية الكبيرة تجهل التعامل مع هذه المواهب بطريقة علمية، تراعي العوامل النفسية في هذا الجانب؟
لا شك أن إمكانات النجاح البشرية والمادية المتوفرة في الأندية الكبيرة، تتفوق على الأندية الصغيرة بشكل ملحوظ، لكنَّ الأمر الغريب أن كل هذه العوامل لم تسهم في نجاح معظم هذه الصفقات.
تحتضن الأندية الكبيرة بعض التجارب الناجحة من اللاعبين المنتقلين من الأندية الصغيرة حتى أصبحوا من أهم العناصر في المنتخب السعودي، وحققوا العديد من المنجزات للوطن.
لا يبقى إلا أن أقول:
قد يرى بعضهم أن الانسجام مع الفريق الجديد، يعود إلى ثقافة اللاعب نفسه، واحترافيته المرتبطة بالطموح والعزيمة لإثبات الذات.
الأمر المؤلم أن كثيرًا من المواهب الرياضية خسرتها رياضة الوطن بسبب جهلنا الأسباب الحقيقية وراء فشل هؤلاء اللاعبين.
من المهم أن تحرص الأندية الكبيرة على الإعداد النفسي للاعبين الجدد المنتقلين من أندية صغيرة على يد مختصين في الجوانب النفسية، لأن كثيرًا من اللاعبين يملكون الإمكانات الكبيرة، لكن بسبب الضغوط النفسية لا يستطيعون إثبات وجودهم، وينتهي مشوارهم الرياضي في وقت مبكر، وحتى لا نفقد لاعبين جددًا من الضروري معرفة أسباب فشل التجارب السابقة، والحرص على علاجها في وقت مبكر قبل خسارة مواهب جديدة.
قبل أن ينام طفل الـــ”هندول” يسأل:
ما أسباب تكرار فشل صفقات اللاعبين المنتقلين من الأندية الصغيرة إلى الكبيرة؟!
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا “الرياضية” وأنت كما أنت جميل بروحك وشكرًا لك.