2020-02-11 | 01:14 مقالات

فاروق بن مصطفى فريق لوحده!

مشاركة الخبر      

قال الأديب المصري الدكتور أحمد خالد توفيق، رحمه الله، في كتابه المنشور عام 2010 “قصاصات قابلة للحرق” عن تشجيعه كرة القدم، وهو مَن كان يخفي تعصُّبه للزمالك المصري: “أحب مباريات كرة القدم المعادة، حتى أقوم من البداية بتشجيع الفريق الذي سيفوز”.
تذكَّرت مقولته وأنا أشاهد براعة الحارس التونسي الدولي فاروق بن مصطفى، وهو يعمل كل شيء لفريقه الشباب إلا التهديف، فوجود السد العالي، جعل من الشباب الفريق المنتصر في معظم اللقاءات التي حمى فيها عرين الليوث.
كتب محمد الرطيان يومًا: “الطليان يلعبون وكأنهم يدافعون عن أولادهم”. وفاروق بن مصطفى يدافع عن مرمى فريقه، وكأنه يدافع عن ذريته، لذا فلا عجب أنه أنصف غير مرة، سواءً بجوائز عالمية، أو محلية.
فاروق بن مصطفى حالة نادرة، ينتابك إحساسٌ في كل مرمى يدافع عنه، أنه عاش وترعرع بين هذه “العمدان” المحيطة به، وتشرَّب حبها، لذا يدافع عنها كأنها وطن وأسرة.
صحيح أن الشباب، الذي يمثِّله فاروق، مرَّ بظروف، لم تجعله منتصرًا في بعض اللقاءات التي دافع فيها عن مرماه، لكنَّ براعته وتفانيه، كان لهما دور كبير في نتائج اللقاءات، حتى أصبح الحارس الأفضل في الدوري، وإن كان ترتيب فريقه ليس من الأوائل في قائمة فرق الدوري، وعلى سبيل المثال، على الرغم من الوضع الحالي للشباب، المترنِّح بين فرق الوسط في الدوري، إلا أن فاروق انتزع أفضلية حراس المرمى في الشهر الفائت بجدارة.
مع فاروق بن مصطفى لم يعد الحارس نصف الفريق، ولا أعرف قائل هذه العبارة، لكن ليعذرني فالحارس قد يكون فريقًا لوحده!

تغريدة بس:
الهلال ليس فقط نادي العقد في آسيا، بل هو أكثر من ذلك، فنادٍ دعمته القيادة والوطن، وإخلاص محبيه ليتربع على القمة، لا جديد يُذكر سوى أنه الهلال السعودي.
هي كلمة حق، امتنعت عنها لكيلا تُحسب مجاملةً لعزيز مثل فهد المفيريج، لكنَّ الحق أحقُّ بأن يُتبع، فقد عرفته إداريًّا في ناشئي النصر، وكان من شدة حبه وإخلاصه لعمله نصراويًّا، ثم في ناشئي الشباب، ومن شدة ما وجدت منه من إخلاص وعمل جاد، اقتنعت بشبابيته، لكنه صدمني يومًا بهلاليته وتمثيله فئات الزعيم السنية. أتمنى أن يُستفاد من المفيريج لرسم خطة عملٍ لمستقبل الفئات السنية في السعودية.

تقفيلة:
أأنتِ ناديتِ أم صوتٌ يُخَيَّلُ لي
فلي إِليك بأُذنِ الوهمِ إصغاءُ
إبراهيم ناجي